الأمانة في قلب المفاعل
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#245سبتمبر 2021

الأمانة في قلب المفاعل

العودة إلى المحتويات

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن محطة الضبعة للطاقة النووية سوف تتبع أعلى معايير السلامة. أشاد كبار المسؤولين المصريين بالتقدم الكبير في مشروع البناء، والذي هو الآن في مرحلته التحضيرية.

أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعليمات باتباع معايير السلامة الدولية الأكثر صرامة في محطة الضبعة للطاقة النووية. شدد الرئيس على ضرورة تناسق النشاط بين جميع الهياكل الحكومية المشاركة في المشروع، ومن بينها هيئة محطة الطاقة النووية (NPPA)، هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية(ENRRA) ، والهيئة العامة للتخطيط العمراني(GAUP). ومن المقرر أيضًا إجراء دراسة كبيرة بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ((CAPMAS  للتنبؤ بالنمو السكاني حول محطة الطاقة المستقبلية. 

يراقب كبار المسؤولين في مصر هذا المشروع الوطني ذو الأولوية. في ويليو، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر إن مشروع البناء النووي يتطور بشكل إيجابي مشيرا إلى أن البرنامج النووي المصري يحظى بدعم كامل من القيادة السياسية للبلاد، بينما الفريق المصري الروسي المحترف مستعد لحل أي تحديات تواجهه.

وفقا لإيهاب نصر، السفير المصري في روسيا، فإن مشروع الضبعة يسير وفقا للجدول المخطط، مشيرا إلى أن الجانبين المصري والروسي راضيون على معدلات تنفيذ مشروع الضبعة. ونقلت صحيفة البلد عن السفير قوله: “إنه أكبر مشروع في تاريخ العلاقات المصرية الروسية، ويحظى بمتابعة دورية من قبل الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين“.

في إطار العقود الخاصة بإنشاء أول محطة للطاقة النووية في مصر، تجري شركة روساتوم تدريبًا لمتخصصين مصريين. في أوائل سبتمبر، بدأت المجموعات الأولى من المتخصصين من الضبعة التدريب في فرع سان بطرسبرغ لأكاديمية روساتوم التقنية. 

وسينطلق  البرنامج التدريبي لكوادر محطة الضبعة النووية قيد الإنشاء في مصر بدورة لتعلم اللغة الروسية ستستمر ستة أشهر وستشمل 465 طالبا مصريا. وبعد إتمامهم الدورة سيتحول المتدربون إلى الجزء النظري من البرنامج والذي يستند إلى المعلومات الخاصة بالمحطة المرجعية لمحطة الضبعة النووية المصرية، وهي محطة “لينينغراد-2” النووية الروسية، من ثم سيبدأ الجزء العملي من البرنامج الذي يضم التدرب في محطة “لينينغراد-2″، وفي أماكن العمل. ستقوم روساتوم في إطار تنفيذ مشروع الضبعة النووي حتى عام 2028، بتدريب حوالي 1700 إخصائي مصري بالمجموع، وذلك على منصات الأكاديمية التقنية للشركة في روسيا ومركز التعليم والتدريب بمحطة الضبعة للطاقة النووية في مصر.

وأشار غريغوري سوسنين، نائب رئيس شركة ASE ومدير مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية من الجانب الروسي، إلى أهمية إعداد الكوادر لمحطة الضبعة النووية قيد الإنشاء وتدريبهم وقال: “هذا حدث طال انتظاره بالنسبة لنا. لقد قال القائد العسكري الروسي العظيم ألكسندر سوفوروف إن العلم نور والجهل ظلام. ستصبح روسيا موطنا ثانيا للمشاركين المصريين في البرنامج، وستجلب المعرفة في المجال النووي الضوء إلى منازلكم”.

وحسب رئيس أكاديمية روساتوم التقنية يوري سيليزنيف، فإن فرع الأكاديمية في سان بطرسبورغ قام بالتجهيز الإضافي وتحديث البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات من أجل رفع مستوى التدريب الموجه لموظفي العميل المصري.

كما شملت الإجراءات التمهيدية لإطلاق البرنامج إعداد طاقم من المدربين يضم مشغلين من ذوي الخبرة عملوا لسنوات عديدة في محطات الطاقة النووية وكذلك خبراء من الشباب أكملوا دورة طويلة من التدريب الفني والتدريب الداخلي في محطات الطاقة النووية وهم يجيدون اللغة الإنجليزية. ومن المخطط أيضا تشغيل جهاز محاكاة تحليلي في الفرع قبل نهاية العام الجاري. بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين الظروف المعيشية للملتحقين بالبرنامج مع مراعاة الخصائص الثقافية العربية وذلك في إطار المشروع الاستثماري لتطوير الأكاديمية التقنية لروساتوم.

خلال السنوات الـسبعة الأخيرة، قامت مصر بتنفيذ مشروعات تنموية يفوق عددها عما تم تنفيذه على مدار 70 عاما. هذا ما قال نقيب المهندسين هاني ضاحي خلال ندوة عقدت في أغسطس. وأشار إلى أن إنتاج الطاقة في البلاد لم يلب سوى 75% من احتياجات مصر.

والآن أصبح فائض في الطاقة، بعد أن ازداد إنتاج الطاقة مما يقرب من 30 ألف ميغاوات إلى ما فوق 75 ألف ميغاوات منذ ذلك الوقت.

وأعرب أعضاء نقابة المهندسين عن تقديرهم للجهود التي تبذلها هيئة NPPA قائلين: “نثق في أن برنامج الطاقة النووية في مصر في أيد مصرية خبيرة جديرة بالثقة، ونتمنى لهم التوفيق، ونثق بأن البرنامج سيتم تنفيذه بالكامل على أفضل ما يكون وعلى أكمل وجه”.

وتحدث أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية حول 3 مراحل رئيسية لمشروع الضبعة النووية.

المرحلة الأولى تهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية. وتبدأ المرحلة الثانية بعد الحصول على إذن بدء الإنشاء وتشمل كل الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات التشغيل، بما فيها تدريب الكوادر والاستعدادات للاختبارات الباردة والساخنة.  تبدأ المرحلة الثالثة بعد الحصول على إذن اختبارات ما قبل التشغيل التي تشمل إجراء اختبارات التشغيل وبدء التشغيل الفعلي وتستمر هذه المرحلة حتى التسليم المبدئي للوحدة الأولى وإصدار ترخيص التشغيل.

وقال حسن عبد العليم أمين عام نقابة المهندسين، إن إنشاء أول محطة نووية مصرية لتوليد الكهرباء في مدينة الضبعة ليس فقط مشروع طموح وواعد لإنتاج الطاقة الكهربائية في مصر بل للقارة الإفريقية بأكملها، مضيفًا أنه يعطي دفعة لاستمرار التنمية الاقتصادية للبلاد، كما يساعد في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لمصر 2030.

ستتكون محطة الضبعة الكهروذرية من 4 وحدات طاقة بقدرة سيتم تجهيزها بمفاعل VVER-1200 من الجيل الثالث المطور. تختار العديد من البلدان تقنية VVER-1200 لميزات الأمان المتقدمة التي تعترف بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتُطبق هذه التكنولوجيا  بنجاح في 4 وحدات الطاقة في روسيا  في محطة لينينغراد ومحطة نوفوفورونيج وفي وحدة الطاقة في بيلاروس. علاوة على ذلك ، سيتم تجهيز مفاعلات VVER في العديد من محطات الطاقة قيد الإنشاء حاليًا في المجر وفنلندا وتركيا وبنغلاديش وبيلاروسيا.

من أجل تقديم مبادئ التشغيل الرئيسية لمفاعلات VVER ومحطات الطاقة النووية للجمهور، نظمت روساتوم جولة افتراضية في محطة لينينغراد للطاقة النووية لوسائل الإعلام الرائدة.

خلال الجولة الافتراضية، تم عرض كيفية عمل محطة لينينغراد-2 التي تعتمد اثنتان من وحداتها في توليد الكهرباء على تقنية مفاعلات   VVER-1200. كما تم تفسير ما هي المساهمة التي تقدمها المحطة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبنية التحتية في المنطقة. تم عرض مختلف المرافق التابعة لوحدات الطاقة في المحطة لممثلي وسائل الإعلام، وبينها قاعة التوربينات وغرفة التحكم الرئيسة ومركز تدريب الموظفين وحتى قاعة المفاعل التي يُحظر الدخول فيها بالعادة.

“اليوم، نقدم فرصة فريدة لزيارة محطة للطاقة النووية والتواصل مع الخبراء الروس عبر الإنترنت، في نظام الوقت الفعلي من شاشة أجهزتهم الإلكترونية الشخصية. وهذا العام، نخطط لتنظيم 5 جولات افتراضية إلى محطات طاقة نووية روسية خلال العام الجاري، بما فيها جولة إلى أول محطة عائمة لإنتاج الطاقة النووية في العالم”، وفق ما قاله نيكيتا قسطنطينوف، نائب الرئيس التنفيذي في شركة روس إنيرغو آتوم.

انتهت الجولة بجلسة أسئلة وأجوبة، حصل خلالها الصحفيون على إجابات مفصلة وتعليقات حول محطة لينينغراد وتكنولوجيا VVER-1200.