فصل جديد من التعاون
العودة إلى المحتوياتيعد مشروع الضبعة محورًا رئيسًا، ولكنه ليس مجال التعاون الوحيد بين روساتوم ومصر. فقد سلط مراد أصلانوف، مدير مكتب روساتوم في مصر، الضوء على الحلول التي يمكن أن تقدمها روساتوم لمصر فيما يتعلق بفرص الأعمال الجديدة
في العام الماضي، احتفلت روسيا ومصر بحدث مهم: مرور 80 عاماً على العلاقات الثنائية. كيف ترى روساتوم آفاق التعاون مع مصر في المستقبل؟
يمثل الاحتفال بمرور 80 عامًا على العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر علاقة تاريخية مهمة بين البلدين، تتميز بالاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة في مختلف القطاعات. وباعتبارها مساهمًا محوريًا في الصناعة النووية، تنظر روساتوم إلى الآفاق المستقبلية للتعاون مع مصر من خلال عدسة متعددة الأوجه، لا تشمل توسيع مشاريع الطاقة النووية فحسب، بل تشمل أيضًا النطاق الأوسع للتبادل العلمي والتكنولوجي والثقافي.
تسعى روساتوم في المستقبل إلى إقامة شراكة شاملة تتشابك فيها المصالح الاستراتيجية للبلدين، وتعزز النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي. وبينما يظل التركيز على التنفيذ الناجح لمشروع الضبعة، فمن المرجح أن تكون رؤية روساتوم للتعاون المستقبلي مع مصر واسعة النطاق، وتتطرق إلى جوانب مختلفة من المجتمع والصناعة، وتساهم في التنمية المستدامة لكلا البلدين.
ما هي الحلول التي يمكن أن تقدمها روساتوم لمصر فيما يتعلق بفرص الأعمال الجديدة؟ وعلى وجه الخصوص، ما هي الحلول الرقمية التي قد تكون ذات أهمية للجانب المصري؟
تُعدّ روساتوم شركة رائدة عالميًا ليس فقط في مجال التكنولوجيا النووية فحسب، ولكن في مجموعة متنوعة من قطاعات التكنولوجيا المتقدمة الأخرى. وفيما يتعلق بفرص الأعمال الجديدة في مصر، تدرس روساتوم حاليًا السوق المصري وكيف يمكن ملاءمة حلولنا لتلبية احتياجات شركائنا وعملائنا المحليين. لقد حددنا عددًا من المجالات التي نركز عليها حاليًا، بما في ذلك، بالطبع، الحلول الرقمية بجميع تنوعها، أي من برمجيات الصناعة إلى منتجات التنمية الحضرية. بالتأكيد لدينا كثير لنقدمه وسنتفاعل وفقًا لذلك مع اتجاهات واحتياجات مصر.
أننا واثقون من أن تعاوننا مع مصر سيحقق نتائج ملحوظة ويدفع أجندة التنمية المستدامة في البلاد، ويدعم أهداف مصر الطموحة ويساهم في تقدمها الشامل.
يمثل الطب النووي أحد مجالات التعاون المهمة بين روسيا ومصر. وعلى وجه الخصوص، تزويد مصر بالجهاز الطبي المبتكر تيانوكس Tianox إلى البلاد. هل يمكنك تقديم المزيد من المعلومات حول هذا المنتج، من فضلك؟
في 26 مارس/ آذار 2024، في المنتدى الدولي الثالث عشر أتوم إكسبو في سوتشي، وقعت شركة Rusatom RDS JSC (إحدى الشركات التابعة لشركة روساتوم الحكومية) والشركة المصرية ميد فارما غروب Med Pharma Group خارطة طريق للتعاون في الترويج لجهاز تيانوكس الطبي في مجال الرعاية الصحية وسوق الصيدلة في جمهورية مصر العربية. تيانوكس هي منشأة روسية للعلاج بأكسيد النيتريك للبالغين والأطفال (بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة)، وهي عبارة عن تطور مبتكر للمتخصصين في الصناعة النووية المحلية. يستخدم الجهاز في أمراض الرئة وجراحة القلب وزراعة الأعضاء وحديثي الولادة وإعادة التأهيل وغيرها من المجالات. يقوم تيانوكس بتصنيع أكسيد النيتريك، ويوصله إلى رئتي المريض ويتحكم في تركيزه.
شُحنت الدفعة الأولى من تيانوكس إلى مصر لإرسالها إلى المؤسسات الطبية ذات الصلة، ونحن واثقون من أن تعاوننا مع شركائنا المصريين سيكون ناجحًا ومفيدًا للأطراف جميعها. وفي هذا السياق، وفي إطار تنفيذ خارطة الطريق، تتضمن خططنا الفورية تسجيل الجهاز على أراضي الجمهورية كجهاز طبي، وكذلك عقد ندوات تهدف إلى تبادل الخبرات بين الأطباء المتخصصين من الاتحاد الروسي وجمهورية مصر العربية.
وستسمح المرحلة الجديدة من التعاون للمؤسسات الطبية المصرية بتحديث أسطول معداتها وتحسين جودة الخدمات وتحسين مستوى الرعاية الطبية للسكان.
هل يوجد أي عروض أخرى من روساتوم في مجال الطب النووي قد تثير اهتمام مصر؟
تقدم روساتوم معرفتها الواسعة في مجال الرعاية الصحية لإنتاج النظائر المشعة وتصنيع المعدات الطبية، فضلاً عن كفاءتها في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الطبية واسعة النطاق. ما يفتح المجال أمام مشاريع مشتركة في تطوير التقنيات الطبية والطب النووي، ما يزيد من تطوير نظام الرعاية الصحية المصري. يمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى إنشاء مرافق طبية متقدمة، والإنتاج المحلي للنظائر المشعة المهمة لعلاج السرطان وتشخيصه، وإدخال الأجهزة الطبية المتطورة، وكل ذلك من شأنه أن يساهم بشكل كبير في صحة ورفاهية الشعب المصري.
وبالتوازي مع الرعاية الصحية، تتطرق جهود التعاون إلى القطاع الزراعي، حيث تقدم خبرة روساتوم في مجال تكنولوجيا الإشعاع حلولاً مبتكرة لحفظ الأغذية ومكافحة الآفات، ما يعد بتعزيز الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي في مصر.
تُعدّ روساتوم مساهمًا رئيسًا في صناعة طاقة الرياح الروسية. ما رأيك في إمكانية تطوير طاقة الرياح في مصر؟ وهل هناك اتفاقيات قائمة في هذا الصدد؟
تتمتع مصر بإمكانات كبيرة لتطوير طاقة الرياح بسبب موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية. أدركت الحكومة المصرية أهمية الطاقة المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح، في تنويع مزيج الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، والتخفيف من آثار تغير المناخ. لا يتوافق تطوير طاقة الرياح في مصر مع أهداف الاستدامة في البلاد فحسب، بل يدعم أيضًا الأجندة العالمية الأوسع الموضحة في أهداف التنمية المستدامة. ويتماشى هذا النهج مع رؤية مصر 2030 التي تنص على استراتيجية البلاد طويلة المدى للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وفي هذا الإطار، نعتقد أن روساتوم يمكن أن تساهم بشكل كبير في زيادة تنويع مزيج الطاقة المصري من خلال تقديم قدراتنا في طاقة الرياح والهيدروجين، ونقوم حاليًا بدراسة السوق لإعداد عرضنا الشامل في هذا الصدد.
من المجالات المهمة الأخرى التي تركز عليها روساتوم هو تطوير حلول تخزين الطاقة. ما مجالات التعاون المحتملة بين روسيا ومصر في هذا الصدد؟
كما ذكرنا من قبل، فقد تبنت مصر استراتيجية الاستخدام المكثف لمصادر الطاقة المتجددة والخفض التدريجي لانبعاثات الكربون، وهو ما يمكن تحقيقه أيضًا عن طريق كهربة المركبات. وبالتالي، تلعب حلول تخزين الطاقة دورًا حاسمًا في تعظيم إمكانات الطاقة المتجددة وقطاعات التنقل الخضراء. تتيح حلول التخزين هذه التقاط وتخزين الطاقة الزائدة المتولدة خلال فترات نشاط الرياح العالي، ما يسمح بتوصيل طاقة متوازنة وموثوقة. ويساعد ذلك في معالجة عدم انتظام مصادر الطاقة المتجددة وتقلبها، ما يجعلها أكثر موثوقية وملاءمة لتلبية الطلب على الطاقة.
وفي هذا السياق، تمتلك روساتوم مجموعة واسعة من الحلول لأنظمة التخزين وبطاريات الجر وغيرها والتي يمكن تخصيصها لتلبية الاحتياجات المحددة للعملاء النهائيين في مصر.
في العام الماضي، وبالضبط في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2023، افتتحت روساتوم مكتبها الرئيس الموحد في القاهرة. هل يمكنك توضيح أهداف هذا المكتب؟
يمثل الافتتاح مرحلة مهمة في توحيد البنية التحتية المكتبية للشركات التابعة لشركة روساتوم، بهدف الترويج لمنتجات مؤسسات روساتوم في السوق المصري. كما أنه يمثل فصلًا جديدًا من التعاون، لا سيما في مجال الطاقة النووية وغير النووية، وتعزيز شراكتنا وتعزيز تبادل المعرفة في مختلف القطاعات.