“تحتاج الطاقة النووية إلى أفراد واعين عالميًا”
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#292أغسطس 2025

“تحتاج الطاقة النووية إلى أفراد واعين عالميًا”

العودة إلى المحتويات

خالد رمضان من مصر هو طالب دراسات عليا في جامعة تومسك البوليتكنيكية وشارك في برنامج سفراء التعليم النووي الروسي. في هذه المقابلة، يشارك سبب اختياره الدراسة في روسيا، وكيف تغلب على حاجز اللغة، وما هي التخصصات التي تحتاجها صناعة الطاقة النووية الناشئة في مصر.  

هل يمكنك أن تخبرنا باختصار عن نفسك؟

اسمي خالد رمضان. أنا مصري ولدت في السعودية. قضيت سنواتي الأولى هناك ثم انتقلت إلى مصر. حصلت على التعليم العالي في روسيا، حيث حصلت أولاً على درجة متخصص في تصميم وتشغيل وهندسة محطات الطاقة النووية، ثم درجة الماجستير مع مرتبة الشرف من جامعة تومسك البوليتكنيكية. أنا الآن أسعى للحصول على درجة الدكتوراه في نفس التخصص.

لماذا اخترت هذا المجال المهني؟

أعتقد أن الطاقة النووية هي مستقبل الطاقة العالمية. تنتج المحطات النووية طاقة نظيفة وموثوقة تحتاجها البشرية بشدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن القطاع النووي لا يقتصر على إنتاج الطاقة فقط بل يمتد أيضاً إلى الطب والزراعة والهندسة والعديد من المجالات الأخرى. أنا فخور ببناء مسيرتي المهنية في هذا المجال.

ما الذي يعجبك أكثر في مهنتك المستقبلية؟

أستمتع بالطبيعة متعددة التخصصات للهندسة النووية، فهي تتطلب معرفة في الديناميكا الحرارية وعلوم المواد وبروتوكولات السلامة والأدوات الرقمية. أنا مهتم بشكل خاص بحل المشكلات الهندسية وتصميم الأنظمة. يتطلب النجاح في هذا المجال الدقة والمسؤولية والكفاءة الفنية والقدرة على التعامل المستمر مع التقنيات واللوائح المتطورة.

في رأيك، ما هي مزايا التعليم الروسي؟

يعتبر التعليم النووي الروسي ذا قيمة عالية في جميع أنحاء العالم بفضل عمقه الفني وتوجهه العملي. تعتبر روسيا رائدة عالمية في هذا المجال، ومؤسسات التعليم العالي مثل جامعة تومسك الحكومية تقدم تعليماً على مستوى عالمي وإمكانية الوصول إلى أحدث التقنيات.

في البداية، جاء قراري بالدراسة في روسيا من خلال برنامج مشترك بين الجامعة المصرية الروسية و جامعة تومسك الحكومية، والتي حصلت بموجبها على درجة متخصص. على الرغم من عدم عمل أي شخص في عائلتي في القطاع النووي، إلا أنهم كانوا داعمين جداً وفخورين بقراري بمجرد أن شرحت شغفي وأهدافي. بعد الوصول إلى روسيا وتجربة نظام التعليم والتدريب العملي والبيئة الأكاديمية بنفسي، اتخذت قراراً بالاستمرار في الحصول على درجة الماجستير ثم الدكتوراه. أنا ممتن لكلتا الجامعتين لوضعي على هذا المسار.

هل كان من الصعب الالتحاق بالجامعة الروسية؟

نعم، تتطلب عملية القبول خلفية أكاديمية قوية، ولكن بمجرد أن تكون لديك المستوى الكافي من المعرفة، يصبح الهدف قابلاً للتحقيق.

— كيف تسير تدريباتك؟

أنا حاليًا طالب دكتوراه في الهندسة الكهربائية والتكنولوجيا في جامعة تومسك. لقد أكملت ثلاث دورات تدريبية عملية:
– في مفاعل الأبحاث النووي للجامعة
– في مركز تدريب روساتوم في فولغودونسك، حيث درست تشخيص المعدات وأنظمة العمل، وتدربت على جهاز محاكاة كامل النطاق
– في معهد أوبنينسك للهندسة النووية، حيث درست الإشعاع المؤين، والجرعات الفعالة، والمواد الهوائية، وترشيح الهواء.

على الرغم من أن بعض الموضوعات مثل فيزياء المفاعلات والنقل النيوتروني أكثر تحديًا، أستمتع بالديناميكا الحرارية، والمحاكاة بالحاسوب (ANSYS و(MATLAB، وهندسة الأنظمة.

— كيف هي حياتك في روسيا؟ هل كان من الصعب اتقان اللغة الروسية؟

كان تعلم اللغة الروسية أحد أكثر الجوانب صعوبة في حياتي في روسيا. كانت لغة التعليمات في الغالب هي اللغة الإنجليزية ولكنك ما زلت بحاجة للروسية للتواصل اليومي. اللغة الروسية جميلة لكنها لغى معمقة نحوية.

تفاجأت بمدى كرم الروس، حيث هم مستعدون دائمًا لتقديم المساعدة. لقد تأثرت كثيرًا بعيد النصر الذي يُحتفل به في 9 مايو. إنه أحد أهم العطلات الوطنية في روسيا، ويكرم الشجاعة والتضحية لأولئك الذين قاتلوا.

— أين تخطط للعمل بعد التخرج؟

أولاً، أود أن أواصل مسيرتي البحثية والأكاديمية، وأصبح أستاذًا في النهاية. أستمتع بمشاركة المعرفة، وتوجيه الطلاب، والمساهمة في التقدم العلمي في الصناعة النووية. ثانيًا، أود أن أطبق مهاراتي الفنية والعملية في بيئة حقيقية، مثلاً مع روساتوم أو في مشاريع للتعاون الدولي. على المدى الطويل، آمل أن أساهم في نمو البنية التحتية للطاقة النووية في الشرق الأوسط، حيث تبدأ البلدان رحلتها في تطوير الطاقة النووية.

— ما هي آفاق تطوير الصناعة النووية في بلدك؟

تقوم روساتوم ببناء أول محطة طاقة نووية في مصر في الضبعة. أعتقد أن مصر لديها آفاق قوية لتطوير الصناعة النووية. يمكن أن توفر الطاقة النووية إمدادات طاقة طويلة الأمد منخفضة الكربون، وتدعم النمو الصناعي، وتعزز استقلالية البلاد في مجال الطاقة.

في الوقت الحالي، تعاني مصر من نقص في الخبراء في مجالات مثل تشغيل المفاعل، وهندسة السلامة، والديناميكا الحرارية. هناك أيضًا حاجة إلى متخصصين مدربين في التشخيص الرقمي وتكليف المصنع، وهو أمر ضروري خاصةً في الفترة السابقة لتسليم أول محطة طاقة نووية في مصر.

— ما النصيحة التي يمكنك تقديمها للشباب الذين يرغبون في اتباع خطاك؟

آمن بمهمتك، وكن فضوليًا، وكن مثابرًا. يُعتبر المجال النووي مجالًا مَطالبًا، لكنه يكافئ الالتزام، والمرونة، والرغبة الحقيقية في النمو. لا تخف من البدء من جديد، سواء كان ذلك في تعلم لغة جديدة، أو التأقلم مع ثقافة جديدة، أو الغوص في مواضيع علمية معقدة. تشكل هذه التحديات شخصك كمهني وكفرد عالمي الفكر.

شارك في المشاريع الدولية، مثل برنامج سفراء التعليم النووي الروسي  (RNEA) الذي أفتخر كوني جزءًا منه. تُساهم هذه المبادرة في تعزيز الوعي والتعليم النووي عبر الحدود، وتربط الطلاب مع خبراء نوويين عالميين، وتشجع التبادل الثقافي والعلمي. تساعد برامج مثل RNEA على تطوير القيادة، ومهارات التحدث العام، والتواصل عبر الثقافات – وهي صفات أساسية لتصبح محترفًا مطلوبًا في صناعة الطاقة النووية اليوم.