تشكل محطات الطاقة النووية المعيارية الصغيرة، سواء البحرية أو البرية، قطاعًا تجاريًا جديدًا لشركة روساتوم. وتعمل أول محطة طاقة نووية عائمة في العالم، أكاديميك لومونوسوف، بنجاح في مدينة بيفيك الواقعة في أقصى شمال روسيا (شبه جزيرة تشوكوتكا) منذ أربع سنوات حتى الآن. وتستعد أول محطة طاقة نووية عائمة برية في روسيا والتي سيتم بناؤها في ياكوتيا لصب الخرسانة لأول مرة. كما تبرم روساتوم اتفاقيات مع دول أخرى في جميع أنحاء العالم لتعزيز مشاريع توليد الطاقة النووية على نطاق صغير. وفيما يلي أحدث الأخبار من هذا القطاع التجاري.
الأكاديمي لومونوسوف
تم تجهيز محطة الطاقة النووية العائمة “الأكاديمي لومونوسوف” بمفاعلين من طراز KLT-40S
تم تزويد الأول بالوقود بنجاح في أواخر عام 2023، ومن المقرر تزويد الآخر بالوقود بحلول نهاية العام الجاري. في يوليو، قامت شركة Elemash (جزء من قسم الوقود النووي في شركة روساتوم ) بشحن دفعة من الوقود الطازج لهذا الغرض.
يتألف قلب المفاعل KLT-40S من مجموعات الوقود وقضبان الإغلاق في حالات الطوارئ ومصادر النيوترون لبدء التشغيل. ويتم إعادة تزويده بالوقود في دفعة واحدة كل بضع سنوات. ويمثل إكمال عملية إعادة التزود بالوقود الأولى معلمًا مهمًا في تشغيل محطة المفاعل، مما يعني أنه كان يعمل بشكل اسمي طوال حملة الوقود الأولى.
محطة الطاقة النووية الصغيرة في ياقوتيا
تجري الاستعدادات في موقع بناء محطة الطاقة النووية الصغيرة في ياقوتيا حيث يقوم العمال بإنشاء مخيم البناء الثاني (أماكن إقامة مؤقتة للموظفين في الموقع)، والطرق، ومرافق البنية التحتية الأخرى. قامت شركة روساتوم أيضًا برعاية تجديد المدرج في مدينة أوست-كويجا.
وفي وقت سابق من شهر يونيو، وقعت روساتوم وحكومة ياقوتيا اتفاقية لبناء شبكة كهرباء على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF 2024). وتنص الوثيقة على أن ياقوتيا ستقوم ببناء البنية التحتية اللازمة لتوزيع الطاقة، بما في ذلك خطوط الكهرباء والمحطات الفرعية، في المناطق القريبة من رواسب ديبوتاتسكوي وتيريختياخ وكيوتشوس. وفي حديثه في المنتدى، قال كيريل بيتشكوف، رئيس حكومة جمهورية ياقوتيا، إن الطرفين يناقشان إمكانية تجهيز محطة ياقوتيا للطاقة النووية بمفاعلين.
اتفاقيات وآفاق جديدة
في أواخر مايو/أيار من هذا العام، وقعت شركة روساتوم وأوزبكستان عقدًا لبناء محطة طاقة نووية صغيرة الحجم بمفاعلات معيارية في البلاد. وهذا هو أول عقد تصدير في العالم لبناء محطة للطاقة النووية. وستحتوي المحطة على ستة مفاعلات معيارية صغيرة بقدرة 55 ميجاوات، وسيتم تشغيل كل منها واحدة تلو الأخرى. ومن المقرر أن تدخل أول وحدة إلى الخدمة في أواخر عام 2029.
في أواخر شهر يونيو، عقد مكتب بناء محطة الطاقة النووية الوطنية اجتماعه الأول، والذي حضره ممثلون عن وكالة تطوير الطاقة النووية في أوزبكستان (Uzatom) وقسم الهندسة التابع لشركة روساتوم،آتوم ستروي إكسبورت (AtomStroyExport)، المشرف على مشروع البناء.
وقال رئيس شركة “أتوم ستروي إكسبورت” أندريه بتروف: ” ندخل مرحلة نشطة بهذا المشروع الكبير الذي سيوفر للمنطقة الطاقة النظيفة. نعرف شركاءنا في أوزبكستان كمديرين أكفاء وموهوبين، والآن نبدأ الأنشطة المشتركة في موقع البناء. أنا واثق من أننا معًا سنفي بجميع التزاماتنا التعاقدية في الوقت المناسب وبطريقة منظمة”.
في أوائل شهر يوليو/تموز، زار وفد من شركة روساتوم مالي لإجراء مفاوضات موسعة حول مجموعة واسعة من المسائل المتعلقة بالطاقة النووية. وقد أولي اهتمام خاص لإمكانية بناء مفاعل نووي صغير من تصميم روسي في مالي. وفي أعقاب المحادثات، وقع الطرفان ثلاث مذكرات تفاهم.
وفي وقت سابق من شهر يونيو/حزيران، اجتمع قسم الهندسة الميكانيكية في شركة روساتوم ومسؤولون من غينيا في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2024 لتوقيع مذكرة نوايا. ومن المتوقع أن يدرس الطرفان إمكانية نشر وحدات طاقة بحرية مزودة بمفاعلات RITM 200 لتزويد منازل البلاد بالكهرباء.
تكنولوجيا التعلم
في أوائل شهر يوليو/تموز، استضافت الأكاديمية التقنية التابعة لشركة روساتوم في سان بطرسبرغ دورة تدريبية تناولت الحلول لقضايا البنية الأساسية الناشئة عند إضافة قدرة توليد الطاقة النووية على نطاق صغير إلى مزيج الطاقة الوطني. وحضر الدورة ممثلون عن 16 دولة، بما في ذلك مصر وإندونيسيا وماليزيا والمملكة العربية السعودية وتايلاند ومصر.
وتضمنت الدورة محاضرات وندوات وجولة تقنية افتراضية في محطة الطاقة النووية “أكاديميك لومونوسوف”. كما أتيحت للمشاركين فرصة الاطلاع على كيفية بناء السفن التي تعمل بالطاقة النووية في سان بطرسبرغ.
وقد تناولت الدورة التدريبية مسائل بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية الوطنية البحرية والبرية، وتراخيص البناء، واختيار الموقع، وإنشاء الهيئات التنظيمية الوطنية. وقال إدوين ندولي من هيئة الطاقة الذرية في رواندا: “لقد أُخبرنا بالقضايا المالية والقانونية التي قد تنشأ عند تنفيذ البرامج النووية. إن المعرفة التي اكتسبتها ستساعدني في تقييم الحالة الحالية للبرنامج النووي في بلدي بشكل أعمق وتقديم التوصيات المناسبة للإدارة”.
وقال أندريه نيكيبيلوف، نائب المدير العام لهندسة الطاقة والحلول الصناعية في روساتوم، في SPIEF 2024 : “تعمل روساتوم بنشاط في تطبيقات مختلفة للطاقة النووية، والتي تعتبر “خضراء” من قبل معظم دول العالم. نعتقد أن وحدات الطاقة البحرية ستكون مطلوبة بشدة في بلدنا وحول العالم. تثير هذه التكنولوجيا اهتمامًا كبيرًا، لذلك نتفاوض بشأنها”.
