مشروع الضبعة: نمو أكبر وأمان أكثر
العودة إلى المحتوياتتسير أعمال البناء لمحطة الضبعة للطاقة النووية بخطى سريعة. وقد تم تركيب الطابق الثالث من القشرة الداخلية المعزولة (ICS) في الوحدة الثانية. كما تم افتتاح مركز تدريب جديد للموظفين في موقع بناء المحطة. وفي أوائل يوليو، ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس روساتوم أليكسي ليخاتشيوف تقدم العمل في بناء محطة الطاقة النووية والتعاون الاستراتيجي الروسي المصري في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وأكد أليكسي ليخاتشيوف خلال الاجتماع مع الرئيس المصري أن بناء محطة الضبعة للطاقة النووية يظل أولوية مطلقة لروساتوم.
وقال: “بفضل الجهود المنسقة بين الفرق الروسية والمصرية، تجري حاليًا أعمال البناء والتركيب على نطاق واسع في جميع وحدات الطاقة الأربع للمحطة. يشارك أكثر من 24,000 شخص يوميًا في المشروع، وغالبيتهم من المواطنين المصريين. نحن واثقون أن الانتهاء الناجح من مشروع محطة الضبعة سيعزز العلاقات الروسية المصرية، ويزيد من استقلال مصر في مجال الطاقة، ويؤسس لشراكة تكنولوجية مستقبلية بين بلدينا.”
كما وقعت الأطراف بروتوكولًا لتعديل اتفاقية التعاون الحكومي بشأن بناء محطة للطاقة النووية في مصر، بالإضافة إلى ملحق لعقد EPC لمحطة الضبعة للطاقة النووية بين روساتوم وهيئة المحطات النووية المصرية.
تشمل المستندات الجديدة إمكانية مشاركة روسيا في تصميم وتجهيز وتوريد المواد، بالإضافة إلى أعمال البناء والتركيب والتشغيل اللازمة لإنشاء نظام أمان الموقع في محطة الضبعة للطاقة النووية. وسيتم تجهيز الموقع بأنظمة أمان متقدمة تتوافق تمامًا مع معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مركز التدريب في الموقع
في أوائل يوليو، تم الافتتاح الرسمي لمركز تدريب جديد في موقع بناء محطة الطاقة النووية. تبلغ مساحة المنشأة 5000 متر مربع، وتضم ورشة إنتاج ومحاكيات كاملة الحجم ومجموعة واسعة من المعدات الحرارية والميكانيكية والكهربائية المتكاملة من وحدة الطاقة، بالإضافة إلى فصول دراسية للتدريب العملي والمعتمد على الكمبيوتر. بينما يلتزم المركز بمعايير الصناعة النووية الروسية للتدريب المهني، فقد تم تخصيصه ليتلاءم مع المتطلبات الوطنية المصرية.
سيكمل جميع الموظفين المحليين، بغض النظر عن تخصصاتهم، برنامج تدريب أساسي في المنشأة. ومن المتوقع أن يقوم المركز بتدريب وتأهيل حوالي 20,000 عامل يشاركون في أنشطة البناء وتركيب المعدات والتشغيل.
سيعمل المركز أيضًا كمركز اختبار لتقييم مهارات وكفاءات الموظفين الجدد قبل بدء أعمالهم.
قال أليكسي ليخاتشيوف، المدير العام لشركة روساتوم، خلال حفل الافتتاح: “إن التدريب عالي الجودة للموظفين هو المفتاح لتشغيل أي محطة طاقة نووية بكفاءة وموثوقية”.
أخبار من موقع البناء
تم تركيب آخر جزء من الحلقة الثالثة الداخلية (ICS) في الوحدة الثانية.
تُعتبر الحلقة الثالثة هيكلًا أسطوانيًا يحتوي على المفاعل النووي ومعدات الدائرة الأولية. وتتكون هذه الحلقة من 12 “كتلة بتلات”، حيث يبلغ ارتفاع كل منها 9 أمتار ووزنها يتراوح بين 40 إلى 100 طن. كما تحتوي الحلقة الثالثة على أكبر كتلة بطول 17 مترًا.
اكتمل تركيب الحلقة الثالثة من الـ ICS خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز أسبوعين، حيث تم استخدام رافعة ثقيلة قادرة على رفع حتى 1350 طن أثناء العملية.

وفي هذا السياق، صرح أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة AtomStroyExport ومدير مشروع بناء الضبعة، قائلاً: “نما مبنى المفاعل في الوحدة الثانية بمقدار 9 أمتار في غضون أسبوعين فقط. هذا العام، نخطط لتركيب طبقة أخرى من غلاف الحماية الداخلي”.
وأكد الدكتور شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة محطات الطاقة النووية في مصر، أن “تحقيق هذا التقدم في وقت قياسي لا يتجاوز الأسبوعين كان ممكنًا بفضل المؤهلات العالية للعمال المصريين، بالإضافة إلى التعاون الفعال مع المهندسين الروس والعمل الجاد الذي بذلته فرق التركيب والهندسة”.
حاليًا، جميع الوحدات الأربعة لمحطة الطاقة النووية في مرحلة البناء النشطة. وقد بدأت مؤخرًا عملية تركيب الهيكل المدفون السفلي لدعامة التروس في الوحدة الأولى.
ويعد الهيكل المدفون عنصرًا هيكليًا حيويًا يضمن اتصالًا قويًا بين العناصر الحاملة للأحمال في المبنى وإطار التروس الفولاذي. كما سيشكل قاعدة لتركيب المعدات الثقيلة لاحقًا، ويزيد وزن الهيكل المدفون عن 65 طنًا.
أما دعامة التروس، فهي إطار معدني ضخم يُعتبر جزءًا من معدات حفرة المفاعل، حيث تحمي وعاء ضغط المفاعل من الأحمال الثابتة والزلازل.

