خلال العام الماضي 2023، تم صب الخرسانة الأولى مرتين في الضبعة، للوحدتين الثالثة والرابعة. واستمرت أعمال البناء في الوحدتين الأولى والثانية على نطاق واسع وبوتيرة سريعة. ونستذكر المعالم الرئيسية التي مرت بها أول محطة للطاقة النووية في مصر العام الماضي.

البناء

تشارك شركات مصرية في بناء الضبعة. ووفقاً للخطط الأولية، ستصل حصة المقاولين المحليين إلى 35% أثناء إنشاء الوحدة الرابعة. ويُتوقع أن يعمل في الموقع حوالي 30 ألف عامل مصري في ذروة بناء المفاعلات الأربعة.

شهد مارس/ آذار 2023 حدثين رئيسيين. أولاً، أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية (ENRRA) رخصة بناء للوحدة الثالثة من محطة الضبعة للطاقة النووية بعد فحص السلامة الشامل في الموقع. ثانيًا، سُلّمت القطعة الأولى من المعدات كبيرة الحجم – الماسك الأساسي للوحدة الأولى من محطة الضبعة – إلى موقع البناء من روسيا. والماسك الأساسي عبارة عن وعاء فولاذي مخروطي الشكل مصمم لاحتواء المواد المحتوية على الوقود (الكوريوم) في حالة وقوع حادث انصهار قلب، وهو نتاج خبرة المهندسين الروس وبراعتهم.

وفي يوليو/ تموز، قام مدير عام روساتوم أليكسي ليخاتشيف، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر، ورئيس مجلس إدارة هيئة محطات الطاقة النووية المصرية (NPPA) أمجد الوكيل، بزيارة موقع البناء. وأشاروا إلى أن بناء الوحدات الثلاث الأولى من محطة الضبعة للطاقة النووية يسير وفقًا للموعد المحدد.

وفي أوائل أغسطس/ آب، نظمت هيئة المحطات النووية زيارة تفقدية إلى الوحدة الرابعة للتحقق من جاهزية الموقع لصب الخرسانة الأولى لبلاطة أساس جزيرة المفاعل. وضم فريق التفتيش ممثلين عن هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية ومؤسسة بيزوباسنوست الروسية. وفي أواخر أغسطس/ آب، أصدرت هيئة الطاقة والموارد الطبيعية رخصة بناء الوحدة الرابعة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول، بدأ تركيب الماسك الأساسي في الوحدة الأولى بالمحطة. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت العملية ذاتها في الوحدة الثانية.

تعليم

يدرس طلاب مصريون في الجامعات الروسية الرائدة، ويخضعون لدورات عملية في مرافق التدريب التابعة لشركة روساتوم. في فبراير/ شباط، منحت جامعة تومسك بوليتكنيك (TPU) والجامعة المصرية الروسية درجات علمية للدفعة الرابعة من الطلاب الذين تلقوا دورة في تصميم المحطات النووية وهندستها وتشغيلها. وقد أُطلقت الدورة في عام 2014 تحت رعاية روساتوم. تستغرق الدورة 5.5 سنوات، فخلال السنوات الثلاث الأولى، يدرس الطلاب من مصر المواد العلمية العامة في وطنهم. خلال العامين ونصف التاليين، يدرسون أساسيات الفيزياء والحركية والحسابات النيوترونية ومبادئ التصميم والهندسة والتشغيل النووي في كلية تومسك بوليتكنيك للطاقة وهندسة الطاقة (روسيا).

كما يُدرّب المهندسون المصريون في المركز الدولي لتدريب الموظفين في محطة لينينغراد للطاقة النووية في روسيا. وفي عام 2023 وحده، أكمل 90 شخصًا برنامجًا تدريبيًا هناك، مع حوالي ألف شخص آخر من موظفي التشغيل والصيانة والإصلاح في الضبعة لتحسين مؤهلاتهم بحلول عام 2027.

نشاط تجاري

قدمت روساتوم منتجاتها للرعاية الصحية في المعرض والمؤتمر الأفريقي للصحة ExCon 2023 الذي عقد في يونيو/ حزيران. وقد جمع المعرض المخصص لسوق الرعاية الصحية والأدوية حوالي 60 ألف مندوب ومشارك من أكثر من 90 دولة. وكشفت روساتوم النقاب عن منتجات الطب النووي وحلوله في جناح المعرض الخاص بها. واليوم، تعد الشركة النووية الروسية أكبر 5 موردين للنظائر في العالم لتشخيص وعلاج الأمراض السرطانية والقلبية الوعائية والعصبية وغيرها من الأمراض.

كما تقوم شركة روساتوم بتصنيع وبيع 16 نوعًا من المعدات الطبية الخاصة وتوفر حلاً شاملاً للبنية التحتية للطب النووي التي تلبي جميع متطلبات السلامة، بدءًا من تصميم وبناء المرافق الطبية وحتى تجهيز وتدريب الطاقم الطبي.

ووقعت شركة Rusatom RDS (جزء من روساتوم) والشركة المصرية- ميد فارما غروب Med Pharma Group – اتفاقية على هامش المعرض. واتفق الطرفان على توسيع التعاون العلمي والتكنولوجي ونشر علاجات أول أكسيد النيتروجين القائمة على مادة تيانوكس في المؤسسات الطبية المصرية.

وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، افتتحت روساتوم مكتبها الرئيس في القاهرة. وكانت هذه خطوة مهمة نحو دمج البنية التحتية المكتبية للشركات التابعة لشركة روساتوم والترويج لمنتجاتها في السوق المصرية.

“We are confident that our cooperation with Egypt will bring significant results, contribute to the implementation of the country’s sustainable development program, support the achievement of Egypt’s ambitious goals, and assist its further progress,” Murad Aslanov, Director of Rosatom’s Office in Egypt, said at the opening ceremony.

يتم بناء محطة الضبعة للطاقة النووية بموجب عقد ЕРС (الهندسة والمشتريات والبناء). ووفقًا لهذا النوع من العقود في صناعة البناء والتشييد، فإن المقاول هو المسؤول عن نطاق العمل بأكمله، من التصميم الهندسي إلى البناء والتشغيل.

عند تشغيل مفاعلات الضبعة الأربعة جميعها، ستبلغ طاقتها المركبة 4800 ميغا واط. وستعمل محطة الضبعة النووية على تزويد أكثر من 20 مليون مصري (19٪ من إجمالي سكان مصر) بالكهرباء وستصل حصة مصادر الطاقة منخفضة الكربون في البلاد إلى 22٪، بينما ستنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7٪ عن المستوى الحالي.