الجيل النووي وما بعده
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#278يوليو 2024

الجيل النووي وما بعده

العودة إلى المحتويات

يعد إنشاء أول محطة للطاقة النووية في مصر في الضبعة مجالًا رئيسيًا للتعاون الروسي المصري. ومع ذلك، فإن هذا التعاون يمتد إلى ما هو أبعد من مشروع البناء ليشمل مجالات أخرى، مثل الطب النووي.

وفي أوائل يونيو، شاركت روساتوم في معرض Africa Health ExCon، وهو معرض ومؤتمر أفريقي عقد في القاهرة. وقد جمع حدث رئيسي في قطاعي الرعاية الصحية والأدوية 1200 متحدث مصري و150 متحدثًا أجنبيًا، بالإضافة إلى حضور 300 مندوب أجنبي.

أحد أهم منتجات روساتوم المعروضة في Excon هو (تيانوكس)، وهو تطور مبتكر قام به متخصصون في الصناعة النووية الوطنية يستخدم لعلاج البالغين والأطفال بأكسيد النيتريك (بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة). ويستخدم الجهاز لعلاج أمراض الرئة وجراحة القلب وزراعة الأعضاء وحديثي الولادة وإعادة التأهيل وغيرها من المجالات. ويقوم جهاز (تيانوكس) بإنتاج أكسيد النيتريك والتحكم في تركيزه ومن ثم إيصاله إلى رئتي المريض.

وقال مراد أصلانوف، مدير مكتب روساتوم في مصر: “شهدت روساتوم زيادة كبيرة في اهتمام الشركات المصرية خلال مشاركتنا في معرض أفريقيا للصحة لهذا العام. وقد وفر الحدث منصة لروساتوم للتواصل مع اللاعبين الرئيسيين في السوق، وعرض الفرص المتنوعة التي توفرها مجموعة منتجاتنا ومعدات الرعاية الصحية في مصر”.

علاوة على ذلك، وفي ضوء مشاركة روساتوم في معرض Africa Health Excon، وقعت مجموعة Medscan Group، وهي مجموعة شركات تابعة لروساتوم، مذكرة تفاهم مع مؤسسة/جمعية  Ayady 4040. واتفق الطرفان على مواصلة تنفيذ المشروعات المشتركة التي تهدف إلى استخدام التقنيات النووية غير المتعلقة بالطاقة وتطوير الطب النووي في مصر.

Medscan Group  هي إحدى الشركات الرائدة في قطاع الرعاية الصحية الخاص في روسيا. وتدير الشركة 58 مركزًا طبيًا و15 مختبرًا و442 مكتبًا طبيًا في 102 مدينة روسية. وتقدم جمعية Ayadi 4040 العلاج المجاني في المستشفيات الخاصة للمحتاجين. ويعمل مستشفى الأورام المجاني منذ عام 2005.

الإنشاء

وفي أواخر شهر مايو، حقق مشروع الإنشاء النووي إنجازًا آخر، حيث تم اكمتال الطبقة الأولى من الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل في وحدة الضبعة 1.

الاحتواء الداخلي عبارة عن هيكل خرساني على شكل أسطوانة مع قبة نصف كروية. وسوف يضم المفاعل وأنظمة التبريد الأولية. يتكون الاحتواء الداخلي من 12 قطعة، يتراوح وزن كل منها ما بين 60 إلى 80 طنًا. وبدأ تشييده في مارس من العام الماضي.

قام أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية المصرية (NPPA)، وأندري بيتروف، النائب الأول للمدير العام للطاقة النووية بشركة روساتوم ورئيس شركة AtomStroyExport (ASE)، بزيارة الموقع بمناسبة اكتمال أعمال الإنشاء.

وقال أندري بيتروف إن الأعمال جارية في أكثر من 130 منشأة في الموقع، ويشارك فيها أكثر من 20 ألف عامل بناء. وأشار أندري بيتروف: “يسرني أن ألاحظ التعاون الوثيق بين الطرفين الروسي والمصري. لولا ذلك، لم يكن من الممكن أن نتوقع إكمال المشروع بنجاح”.

التدريب

تساعد روساتوم مصر في التدريب والتطوير المهني لموظفي الضبعة المستقبليين. وفي أواخر شهر مايو، قام وفد من هيئة الطاقة النووية بزيارة مرافق الأكاديمية التقنية التابعة لروساتوم، حيث يتم تدريب الموظفين المصريين.

وتعرف المندوبون على طرق التدريس وتم عرض أدوات الدراسة ومعدات التدريب عليهم. كما تم عرض أجهزة المحاكاة المستخدمة في عملية التدريب للضيوف، وإلقاء نظرة على إمكانيات مركز التدريب العملي في نوفوفورونيج، وتلقي تعليقات من المتدربين المصريين.

وقال دميتري سيركوف من أكاديمية روساتوم التقنية: “يولي شركاؤنا أهمية كبيرة للاتصالات الشخصية، وهو ما تؤكده الدعوة لزيارة موقع بناء محطة الضبعة النووية ومناقشة المزيد من آفاق التعاون. بدوره، اقترح الوفد الروسي عقد اجتماعات تدريبية منتظمة في روسيا”.

الثقافة والرياضة

تنظم روساتوم فعاليات ثقافية وتعليمية ورياضية بشكل منتظم. في أواخر شهر مايو، تم الإعلان عن نتائج مسابقة الفيديو السابعة عبر الإنترنت بعنوان Atoms Empowering Africa. وكان معظم الفائزين (5 من أصل 13) مصريين، وجميعهم فازوا بجولة إلى روسيا.

قام المتسابقون بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة حول مواضيع تتعلق بالطاقة النووية. تم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم من الخبراء من عدة دول.

قال د. سهير قورة، الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الإشعاعية في مصر وأحد المحكمين المتميزين في هذه المسابقة: “إن حقيقة أن أغلب الفائزين هذا العام كانوا من مصر تثبت تمسك البلاد بتطوير التعليم والتوعية النووية. هؤلاء الشباب ليسوا مجرد فائزين في مسابقة، بل وأنهم رواد أفريقيا الأكثر تعليما وتأهيلا من الناحية التكنولوجية”.

وفي شهر مايو أيضًا، أقيمت مسابقة رياضية بين عمال البناء في موقع المحطة. وتنافس أكثر من 1000 موظف من 14 شركة في 12 رياضة.

وأكد أليكسي كونونينكو، نائب رئيس ASE ومدير مشروع الضبعة الإنشائي، أن المنافسة الرياضية أصبحت تقليدية في موقع البناء المصري. “نحافظ على التقاليد الرياضية في الضبعة بالتعاون مع جميع المقاولين من الباطن المشاركين في المشروع ومالك المشروع. الرياضة توحد فريقينا، وهذا هو الشيء الأكثر أهمية”.