الطاقة الذرية توحد
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#281سبتمبر 2024

الطاقة الذرية توحد

العودة إلى المحتويات

تظل أعمال بناء أول محطة طاقة نووية في مصر محط اهتمام كبار المسؤولين في البلاد. فقد اجتمع أليكسي ليخاتشيوف، رئيس روساتوم، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في أواخر أغسطس لإجراء مفاوضات حول المشروع. وقد أشاد الطرفان بسرعة تقدم الأعمال الإنشائية في وحدات الطاقة.

وأعرب أليكسي ليخاتشيوف عن شكره لمصطفى مدبولي على دعمه المستمر لمشروع محطة الضبعة النووية. كما ذكر المحادثات التي أجراها مع وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمود إسماعيل خلال زيارته الحالية إلى مصر. وقال أليكسي ليخاتشيوف: “لقد كان لدينا حوار مثمر اليوم. كانت هذه أول لقاء لنا بعد توليه منصب وزير الكهرباء والطاقة المتجددة. تُعتبر محطة الضبعة النووية واحدة من المشاريع الخارجية ذات الأولوية لشركة روساتوم.”

وفقًا لمصطفى مدبولي، فإن مشروع الضبعة له أهمية خاصة للبلاد وهو جزء من برنامج التنوع الطاقي الوطني، الذي يهدف إلى الاستخدام الأوسع لمصادر الطاقة الجديدة والمتجددة بحلول عام 2030. وأشار إلى تقدم مشروع محطة الضبعة النووية وأكد التزام مصر بتقديم كافة الدعم الممكن لتسريع تنفيذ المشروع بالتعاون مع روساتوم، نظرًا لأهميته كمصدر للطاقة النظيفة.

زوار من مصر والسودان في روسيا

في أواخر أغسطس، زار طلاب من دول أفريقية، بما في ذلك مصر والسودان، عدة مواقع نووية روسية. وقد تم تنظيم هذه الجولة كجائزة للفائزين في مسابقة الفيديو “الذرات تمكّن إفريقيا” التي نظمتها روساتوم.

كان على المتسابقين إنتاج فيديو قصير يبرز فوائد الطاقة النووية في أفريقيا ويعرض الإمكانيات التي توفرها هذه الطاقة في القارة. وقد نُشرت الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي وتم تقييمها من قبل لجنة مكونة من خبراء دوليين. أظهر الفائزون هذا العام، الذين يمثلون دول جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا وأوغندا ومصر والسودان، إبداعًا استثنائيًا والتزامًا كبيرًا في تسليط الضوء على إمكانيات الطاقة النووية في القارة الأفريقية.

من أبرز لحظات برنامج الفائزين كانت الزيارة إلى مدينة أوبنينسك، المعروفة بأنها مهد الصناعة النووية وموطن أفضل تقنيات الطاقة النووية في روسيا، حيث احتفلت هذا العام بمرور 70 عامًا على إطلاق أول محطة طاقة نووية في العالم. في أوبنينسك، قام الضيوف بزيارة المحطة النووية الأولى وأكاديمية روساتوم التقنية. تم إطلاع الطلاب على المجالات التعليمية في الأكاديمية، حيث تم عرض المرافق التدريبية الفنية للعاملين في مجال الصناعة النووية. كما زاروا وحدة نمذجة لتصور المباني النووية بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتجربوا “تشغيل” محطة طاقة نووية باستخدام جهاز محاكاة تحليلي متعدد الوظائف، وزاروا مختبرات متخصصة، وشاهدوا نموذجًا لمنشأة نووية افتراضية.

قالت ياسمين إيهاب، إحدى المشاركات من مصر: “كانت زيارتي إلى محطة أوبنينسك النووية والأكاديمية التقنية لحظة عميقة من الإلهام. إن رؤية التميز التشغيلي والتدريب الدقيق للمهندسين النوويين في الأكاديمية، حيث يتم تدريب مهندسي محطة الضبعة النووية، كان أمرًا يدعو للإعجاب حقًا. لقد عمقت هذه التجربة فهمي للطاقة النووية، وشعرت أيضًا بمسؤولية كبيرة تجاه ما يجب أن أتعلمه عن التميز التشغيلي والسلامة في الطاقة النووية.”

كما زار الطلاب الأفارقة موسكو، حيث جابوا أبرز معالم العاصمة الروسية مثل الساحة الحمراء والكرملين، وزاروا جناح الذرة الذي تم بناؤه بدعم من روساتوم. يُعتبر هذا الجناح موقعًا فريدًا للعلوم الشعبية، ويغطي مساحة تزيد على 25,000 متر مربع، حيث يعرض قصة تطوير الطاقة النووية ويقدم تقنيات نووية متقدمة. بالإضافة إلى ذلك، قام الضيوف بزيارة جناح الفضاء، حيث تعلموا عن إنجازات استكشاف الفضاء.

أفاد أحمد عبد الرحمن، أحد الفائزين من السودان، قائلاً: “لقد عززت هذه الجولة فهمنا للطاقة النووية وكيف تؤثر على حياتنا اليومية في روسيا، كما سلطت الضوء على أهمية التعليم العملي. نحن ممتنون للفرصة التي أتيحت لنا لرؤية مستقبل الطاقة النووية وتأثيرها على عالمنا.”

وأكد مراد أسلانوف، مدير المكتب الإقليمي لروساتوم في مصر، على أهمية المنافسة لمصر، قائلاً: “مسابقة ‘الذرات تمكّن إفريقيا’ هي شهادة على التزام روساتوم بتمكين الشباب الإفريقي وتعزيز فوائد الطاقة النووية. إن العدد الكبير من الفائزين من مصر يبرز التزام البلاد القوي باعتماد التكنولوجيا النووية، مما يمهد الطريق لمستقبل طاقة أكثر إشراقًا واستدامة. نحن فخورون بدعم ورعاية الجيل القادم من المبتكرين الذين سيساهمون في دفع قطاع الطاقة في مصر وإفريقيا نحو مزيد من الكفاءة والاستدامة.”