نقل الحياة إلى المستوى التالي
العودة إلى المحتوياتستعمل محطة الضبعة للطاقة النووية على تحسين الحياة في مصر وتأمين إمدادات طاقة موثوقة. بفضل المشروع النووي، وصلت العلاقة بين روسيا ومصر إلى مستوى جديد. هذه التصريحات وغيرها أدلى بها مسؤولون روس ومصريون رفيعو المستوى في المنتدى النووي الروسي المصري الذي عقد في القاهرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
قال رئيس الوزراء مصطفى كمال مدبولي في المنتدى إن مشروع الضبعة الإنشائي يمثل نقلة كبيرة إلى الأمام في العلاقة بين مصر وروسيا. كما أكد أن مصر توجهت نحو الشركاء فى روسيا منذ بداية البرنامج النووي المصري مضيفا أن استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء في مصر يعد أحد الركائز الأساسية للخطة الاستراتيجية طويلة المدى، كونها أحد مصادر الطاقة النظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية كما تعمل على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
بدوره، وصف سفير روسيا لدى مصر جورجي بوريسينكو الضبعة بأنها رمز جديد للصداقة بين روسيا ومصر. وتذكر أنه تم بناء 96 منشأة بنية تحتية كبيرة في مصر في الستينيات بمدخلات من الاتحاد السوفيتي، وكان أكبرها السد العالي في أسوان. “محطة الضبعة للطاقة النووية ستعمل عند تشييدها على زيادة إمدادات الطاقة المحلية والمساهمة في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي ومكافحة تغير المناخ”، أشار جورجي بوريسينكو.
قال نائب رئيس قسم الهندسة في روساتوم ASE ومدير مشروع الضبعة جريجوري سوسنين في كلمته إن محطة الضبعة للطاقة النووية توفر مصدر طاقة نظيفًا وموثوقًا من شأنه تحسين حياة المصريين.
“المفاعلات النووية التي سيتم إنشاؤها بمحطة الضبعة النووية ستكون من الجيل الثالث ” VVER-1200″، والذي يعتبر الأحدث والأفضل والأكثر أمانًا في العالم، طبقًا للمعايير الدولية الأكثر حداثة”، شدد سوسنين.
تمت زيادة المحتوى المحلي في المشروع، بما في ذلك أعمال البناء، وإمدادات المعدات والمواد، والهندسة والمسح، إلى أقصى حد ممكن. ووفقا لأحمد عويس رئيس اللجنة الوطنية المشتركة لتوطين تكنولوجيا الطاقة النووية، هناك 295 شركة مصرية سجلت بصفتها الموردين لمنتجات وخدمات المشروع.
أشار أناتولي كوفتونوف، مدير مكتب ASE في مصر ومدير البناء في الضبعة، إلى أنه لم يتم تعليق أعمال البناء في الموقع ولم يتم خفض عدد العمال على خلفية جائحة فيروس كورونا. وقال إن أعمال الحفر في موقع الوحدة الأولى تسير بأقصى سرعة لتمكين إطلاق صب الخرسانة بمجرد الحصول على رخصة البناء (من المتوقع إصدار الترخيص في وقت لاحق من هذا العام).
كما تضمن المنتدى جلسة حول القبول العام للتكنولوجيا النووية. وكجزء منها، قدمت شركة روساتوم مشروعًا فريدًا يسمى “الذرات من أجل الإنسانية”.
يعد هذا المشروع بمثابة حملة عالمية فريدة من نوعها للتوعية بأهمية الطاقة النووية يروي في إطارها أناس عاديون من أنحاء العالم كيف تُغيّر الطاقة النووية حياتهم وتعمل على الكشف عن عدد لا يحصى من الفرص للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من خلال الاستخدام السلمي للطاقة النووية. كما كان لدى مشاركي المنتدى فرصة “زيارة” لمحطة لينينغراد للطاقة النووية والتواصل مع موظفيها دون مغادرة مكان المنتدى من خلال المشاركة في جولة افتراضية وصورة افتراضية فريدة من نوعها بزاوية 360 درجة نظمتها .RosEnergoAtom
وفقا لالكسندر فورونكوف، الرئيس التنفيذي لشركة روساتوم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يلعب التقبل المجتمعي دورا رئيسيا في أي مشروع كبير، والطاقة النووية ليست استثناء من ذلك. وبدوره يعتمد الدعم المجتمعي للمشاريع النووية على تعزيز القبول العام. مثل هذا القبول يعتمد على الثقة الاجتماعية التي تستند بدورها إلى ركيزتين هما إطلاع الجمهور وإشراكه.
بصرف النظر عن الاستعدادات في الموقع، تظل مصر على اتصال وثيق بمنظمات الصناعة النووية الدولية. في أواخر العام الماضي، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي. وأشاد السيسي بجهود غروسي، لتفعيل الدور المهم للوكالة، في إطار استخدام العلوم والتكنولوجيا النووية على مستوى العالم، ودعم مساعي نشر السلام والأمن الدوليين.
وأكد من جديد الحرص للأمة على تعزيز علاقات التعاون الراسخة مع الوكالة والاستفادة من خبراتها لتطبيق أعلى المعايير الدولية في مجال إجراءات الأمن النووي.
من جانبه أشاد غروسي، بإسهامات مصر المحورية على الساحتين الإقليمية والدولية في مجال منع الانتشار النووي والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية على حدٍ سواء. وشدد غروسي على دعم الوكالة الكامل لمشروع محطة الضبعة النووية الذي يعتبر خطوة مهمة وكبيرة في اتجاه الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مصر، الأمر الذي من شأنه أن يرتقي بمصر إلى مستويات وآفاق أرحب في مسيرة التنمية ويجعلها من أهم الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى المنطقة.
تم التطرق إلى استضافة مصر في عام 2022 لقمة الأمم المتحدة القادمة لتغير المناخ COP27. كما من المتوقع أن هذا المؤتمر سيصبح فرصة جديدة لإبراز أهمية دور الطاقة النظيفة التي تساعد على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومكافحة تغير المناخ، وهو ما تساهم فيه مصر بشكل لافت من خلال مشروع محطة الضبعة.