أول خرسانة في الوحدة الثانية
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#259نوفمبر 2022

أول خرسانة في الوحدة الثانية

العودة إلى المحتويات

في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، أقيم في موقع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية حفل لصب “الخرسانة الأولى” في صفيحة الأساس للوحدة الثانية. وقد وصل المشروع إلى مرحلة أخرى مهمة. وفقًا للمدير العام لشركة روساتوم، أليكسي ليخاتشيوف، فإن محطة الضبعة ستجعل مصر مكتفية من الطاقة لمدة 100 عام وتحفز الانتقال إلى مستوى تكنولوجي جديد.

دخل البناء في الوحدة الثانية إلى المرحلة الرئيسية. وقد صرّح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر قائلًا: “من الرمزي أن حدثًا تكنولوجيًا مهمًا مثل صب الخرسانة الأولى في تأسيس وحدة الطاقة الثانية تزامن مع عيد ميلاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، العقل المدبر الأيديولوجي لهذا المشروع والعديد من المشاريع العملاقة الأخرى التي يجري تنفيذها في مصر”. في وقت سابق في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، أصدرت الهيئة المصرية للرقابة النووية والإشعاعية (ENRRA) رخصة بناء لوحدة الضبعة الثانية. تلقت الهيئة طلبًا للحصول على رخصتي إنشاء الوحدتين الأولى والثانية في يناير/ كانون الثاني من العام 2019. وقد استغرقت الهيئة عامين لدراسة الوثائق جميعها، ولاستكمال الإجراءات المطلوبة كافة وتقديم تقرير السلامة الأول للوحدتين. وقد أجرى المنظم المصري عددًا من عمليات التفتيش للتحقق مما إذا كان الموقع جاهزًا لبدء إنشاء الوحدة الثانية. كما تم إجراء آخر عملية تفتيش في الفترة من 23 إلى 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2022. وتبين أن الوحدة الثانية في الضبعة تلبي أعلى معايير السلامة الدولية. أخيرًا، اتخذت الهيئة المصرية للرقابة النووية والإشعاعية قرارًا بإصدار رخصة بناء للوحدة الثانية.

وقد جاء في بيان صادر عن الهيئة المصرية للرقابة النووية والإشعاعية: “سنواصل عمليات التفتيش اللازمة في المراحل اللاحقة من المشروع النووي كجزء من المهمة التي يقودها الشعب والبيئة وهيئة حماية الأراضي المصرية للمساهمة في الاستخدامات الآمنة والسلمية للتكنولوجيا النووية“.

في وقت سابق، وقّعت هيئة محطات الطاقة النووية (NPPA) مذكرة تعاون مع المعهد الوطني لبحوث الفلك والجيوفيزياء (NRIAG). وتنص الوثيقة على استخدام أنظمة المسح الجيوفيزيائي المثبتة في موقع الضبعة لضمان السلامة النووية للمنشأة وفقًا للقواعد الوطنية المصرية ومعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ستجعل محطة الضبعة مصر مكتفية في مجال الطاقة كافية لمدة 100 عام وتحفز الانتقال إلى مستوى جديد من التكنولوجيا. صرح بذلك أليكسي ليخاتشيوف، المدير العام لشركة روساتوم، على هامش المنتدى الدولي لأسبوع الطاقة الروسي 2022 في مقابلة مع قناة روسيا اليوم التلفزيونية. حيث قال: “ستكون محطة الطاقة النووية مصدرًا نظيفًا وموثوقًا للطاقة الكهربائية بسعر يمكن التنبؤ به. لقد قمنا بإطالة العمر التشغيلي لمفاعلات الطاقة لدينا مرتين بالفعل، مما يعني أن المفاعل يمكن أن يظل قيد التشغيل لمدة تصل إلى قرن“. كما أشار إلى أن الضبعة يمكن أن تلبي ما بين 10٪ و12٪ من إجمالي الطلب على الكهرباء في الدولة، مما يعطي دفعة قوية لتنمية الاقتصاد الوطني والرفاهية. كما أوضح أليكسي ليخاتشيوف، أن الوقود النووي يمثّل ما لا يقل عن 4٪ إلى 5٪ من التكاليف الإجمالية لمحطة الطاقة النووية، لذلك حتى لو ارتفعت أسعار اليورانيوم أو الوقود النووي، فستظل التكاليف تحت السيطرة ولن تتأثر عملية البناء.

كما شدد أليكسي ليخاتشيوف قائلًا: “شيء مهم آخر هو أن الطاقة النووية ليست موثوقة فحسب، بل خضراء أيضًا. حيث يمكن لمحطة الطاقة النووية أن تمنع ما يصل إلى 15 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، والذي ينتج عنه تأثير إيجابي في البيئة ورفاهية الإنسان. هذا مثال حي على التحولات في صناعة الطاقة – الانتقال من التلوث إلى مصدر نظيف للطاقة“.

وفقًا للمدير العام لشركة روساتوم، فإن الطاقة النووية تحفز العلوم والتعليم والثقافة. فقال أليكسي ليخاتشيوف موضحًا: “إن نشر التكنولوجيا النووية يضمن الوصول إلى الطب النووي، ومعدات التعقيم للأدوات الطبية، وما إلى ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن النظائر المشعة تستخدم في صناعة النفط والغاز. كما ترى، تعطي محطة الطاقة النووية دفعًا وتفيد الصناعات الوطنية الأخرى“.

كما أشار إلى المواعيد النهائية للبناء: يجب أن يتم تشغيل المحطة بحلول العام 2028. قبل عامين من الموعد النهائي، ستبدأ الاختبارات وسيتم إنشاء جميع العمليات الأساسية المتعلقة بتشغيل وأمن المحطة، وربط أنظمة الطاقة بالمحطة بالتزامن مع الشبكة الوطنية.

واختتم أليكسي ليخاتشيوف: “بعبارة بسيطة، سيكون هناك كثيرٌ من الأعمال التحضيرية، بما في ذلك البناء، الذي يجب أن يُنجز بحلول العام 2026. بدءًا من العام 2027، سيكون هناك كثيرٌ من الاختبارات، بداية حرجية، ومن ثم سيتم توصيل أربع مفاعلات بقوة 1200 ميغاواط بالشبكة“.