مراجعة العام 2022
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#261يناير 2023

مراجعة العام 2022

العودة إلى المحتويات

كان عام 2022 حافلاً بالفعاليات الخاصة بالصناعة النووية المصرية: فقد تم صبُّ الخرسانة الأولى لوحدتين من محطة الضبعة للطاقة النووية، بينما شاركت الوفود المصرية في جميع الاجتماعات والمؤتمرات القطاعية الرئيسة. تلقي هذه المقالة نظرة على الأحداث الأكثر حيويةً في العام الماضي.

مشروع الضبعة

استمرت الاتصالات مع المنظمين المصريين على مدار العام. في فبراير/ شباط، أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية (ENRRA) تصريحًا لاختيار موقع بناء لمنشأة تخزين جاف – حيث سيتم الاحتفاظ بالوقود النووي المستهلك المتراكم على مدى 60 عامًا من عمر الخدمة لمحطة توليد الطاقة النووية بالضبعة.

في منتصف أبريل/ نيسان، زار وفدٌ روسي- مصري موقع البناء. وكان من بين أعضائها أليكسي لوكشين، النائب الأول للمدير العام لإدارة العمليات في شركة روساتوم ورئيس أتوم ستروي إكسبورت؛ وأمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية المصرية. وتفقّد الوفد حفر الأساس للوحدتين الأولى والثانية وساحات البناء ومحطات الخرسانة. كما تم عرض الأعمال التحضيرية الجارية، بما في ذلك بناء مرافق البنية التحتية والميناء البحري، والذي سيحصل على مكونات كبيرة الحجم وثقيلة الوزن لمحطة الطاقة النووية.

في مايو/ أيار، قام وفدٌ مصري برئاسة أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية المصرية، بزيارة مصانع الهندسة الميكانيكية الروسية. خلال زيارة العمل هذه، استضافت منشأة التصنيع في كولبينو (سانت بطرسبرغ)، والتي تصنع معدات الطاقة النووية لشركة روساتوم، حفلًا بمناسبة بدء إنتاج قطع العمل التي سيتم تحويلها إلى وعاء ضغط مفاعل الوحدة الأولى في محطة الضبعة.

في أواخر يونيو/ حزيران، أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية تصريح بناء الوحدة الأولى من محطة الضبعة للطاقة النووية. وبحلول 20 يوليو/ تموز، أقيمت مراسم احتفال لبدء أول صب خرساني لقاعدة وحدة الضبعة الأولى. وقد صرّح أليكسي ليخانشيف في حفل إطلاق البناء: “لقد كانت الصناعة النووية حلم الشعب المصري لأكثر من نصف قرن، لذلك تتشرف روساتوم في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة”.

في أوائل سبتمبر/ أيلول، بدأت مصانع إزهورا الروسية (جزء من روساتوم) في تصنيع مفاعل نووي للوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية. في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، يوم الطاقة النووية في مصر، تم صب الخرسانة الأولى للوحدة الثانية من محطة الطاقة النووية. أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية رخصة بناء الوحدة الثانية. وقد قال محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، في حفل صبّ الخرسانة الأولى: “يُظهر الفريق المصري الروسي مستوى عالٍ للغاية من الاحتراف وينجز الأعمال قبل الموعد المحدد”.

الموارد البشرية

تنصُّ حزمة العقود الخاصة ببناء الضبعة على أن روساتوم لن تبني محطة نووية فحسب، بل ستساعد مصر أيضًا في تدريب موظفيها العاملين. حيث بدأ تدريب الموظفين في سبتمبر/ أيلول من العام 2021، إضافة إلى عدة مئات من الطلاب المصريين الذين يقومون، حاليًا، بالدراسة في فرع سانت بطرسبرغ من أكاديمية روساتوم التقنية. ومن المقرر أن يكمل حوالي 1700 موظف دراساتهم بحلول ديسمبر/ كانون الأول من العام 2028. كما سينفذون تدريبًا عمليًا على جهاز محاكاة مثبت في وحدات الطاقة الجديدة في محطة لينينغراد للطاقة النووية. في فبراير/ شباط 2022، استضافت جامعة تومسك للفنون التطبيقية (جزء من اتحاد جامعات شركة روساتوم) حفل توزيع الدبلوم الثالث للخريجين المتخصصين في تصميم المحطات النووية وهندستها وتشغيلها.

الأنشطة التجارية

في منتصف يناير/ كانون الأول، استضافت دبي أسبوع روساتوم كجزء من إكسبو 2020. حيث تحدّث كبار المدراء في الشركة النووية الروسية وزملاؤهم من الإمارات العربية المتحدة ومصر وتركيا عن تطور الطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد ناقشوا، على وجه التحديد، معالم مشروع الضبعة وأهمية محطة الطاقة النووية لاقتصاد مصر.

في يونيو/ حزيران، شاركت روساتوم في المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي الأول Africa Health ExCon 2022، الذي أقيم في القاهرة. وقد جمع الحدث المخصص للرعاية الصحية والصيدلة وفودًا من أكثر من 100 دولة. حيث قدّمت شركة روساتوم مجموعةً واسعةً من منتجات الطب النووي. كما وقّعت شركة روساتوم هيلث كير (جزء من روساتوم) ومجموعة فاركو للأدوية، الشركة الدوائية المصرية الرائدة، مذكرة تعاون في المؤتمر. حيث اتفق الطرفان على توحيد الجهود في تطوير أدوية إشعاعية جديدة، وإجراء تجارب ما قبل السريرية والسريرية، وتسجيل منتجات جديدة في مصر ودول أخرى وتسويقها.

كما شهد شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 حدثين مهمين في صناعة الطاقة النووية، الأول هو منتدى أتوم إكسبو 2022 الدولي والذي نظمته روساتوم في روسيا؛ والثاني هو مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27) في شرم الشيخ بمصر. شارك المسؤولون المصريون في أتوم إكسبو، بينما كانت محطة الضبعة للطاقة النووية محور نقاش في مؤتمر تغير المناخ حيث قدمت روساتوم برنامجها الخاص

في ديسمبر/ كانون الأول، استضافت القاهرة المنتدى العربي السادس المخصص لآفاق توليد الطاقة النووية وتحلية المياه. وقد جمعت أصحاب المصلحة الرئيسيين والشركات الرائدة في السوق النووية المدنية من مصر وتونس والمغرب والسودان والإمارات العربية المتحدة ولبنان والعراق والمملكة العربية السعودية ودول أخرى. وقد لعبت روساتوم، بوصفها الراعي البلاتيني للمنتدى، دورًا نشطًا في برنامج الأعمال والمعرض. على وجه الخصوص، أتيحت لزوار جناح روساتوم الفرصة لاستخدام تطبيق الواقع المعزز لمشاهدة نموذج تفاعلي ثلاثي الأبعاد لمحطة الطاقة النووية الروسية التصميم التي تتميز بتقنية VVER-1200.

شارك ألكسندر كورتشجين، نائب الرئيس الأول لمشروعات بناء محطة الطاقة النووية في أتوم ستروي إكسبورت، في مناقشة طاولة مستديرة حول مساهمة الطاقة النووية في التنمية المستدامة للدول العربية. وقد صرّح السيد كورتشجين قائلًا: “الاستقرار الاقتصادي والقدرة على التنبؤ هما ما يجعل الطاقة النووية لا مثيل لها، ويضمن أمن الطاقة ويلبي متطلبات التنمية المستدامة، وإزالة الكربون والعمل المناخي”. وأضاف أن محطة الضبعة للطاقة النووية ستزود أكثر من 20 مليون مصري (19٪ من إجمالي سكان مصر) عند تشغيلها بالكهرباء وستصل حصة مصادر الطاقة منخفضة الكربون في البلاد إلى 22٪، بينما ستنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7٪ من الحجم الحالي.

كما ناقش المنتدى آفاق التعاون في الاستخدامات الأخرى للطاقة النووية. حيث أشار ألكسندر فورونكوف، نائب الرئيس ومدير روساتوم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “روساتوم هي أكثر بكثير من مجرد محطات للطاقة النووية. إننا نقدّم مجموعةً واسعةً من منتجات وحلول التكنولوجيا النووية لتحلية مياه البحر ومعالجتها، وتطبيقات مختلفة في الطب والزراعة والصناعة، والنظائر التي نعتبر فيها روّادًا على مستوى العالم، وما إلى ذلك. إننا سعداء بتعزيز التعاون مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسنظل منفتحين على الحوار حول هذه الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وغيرها”.