البناء جارٍ على قدم وساق
العودة إلى المحتوياتتجري أعمال بناء واسعة النطاق في موقع أول محطة للطاقة النووية في مصر. منذ وقت ليس ببعيد، تفقد الموقعَ كبارُ المسؤولين الروس والمصريين، حيث يتم توظيف تخصصات الصناعة الدولية للقيام بدورها في مشروع البناء.
دخل مشروع الضبعة مرحلة البناء النشط، فقد تم صبّ الخرسانة الأولى لتأسيس الوحدة الأولى في يوليو/ تموز وبدء البناء.
كما أعلن رئيس هيئة المحطات النووية أمجد الوكيل، أنه من المقرر الانتهاء من صب الأساس للوحدة الثانية في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وأضاف أمجد الوكيل أنه من المقرر أن يتم تشغيل الوحدة الأولى خلال العام 2028. حيث سيتم تشغيل المفاعلات الثلاث المتبقية واحدة تلو الأخرى بحيث تصل الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمحطة الضبعة إلى 4800 ميجاوات.
في الوقت الحاضر، أوشك بناء رصيف بحري لمحطة الطاقة النووية على الانتهاء. حيث أكّد أمجد الوكيل أن الرصيف سيكون عنصرًا مهمًا في البنية التحتية للموقع، فهو المكان الذي ستصل إليه السفن التي تحمل معدات الضبعة. كما سيتم استخدام الرصيف لتوصيل أجزاء ومواد الصيانة طوال العمر التشغيلي لمحطة الطاقة النووية لأن النقل البحري هو وسيلة النقل الأكثر أمانًا والأكثر ملاءمة للمعدات الثقيلة.
وأضاف أمجد الوكيل أن الرصيف البحري سيوفّر الوقت والمال لأن نقل البضائع الثقيلة برًّا سيكون مهمةً صعبةً بسبب عدم وجود طرق وجسور مناسبة. علاوةً على ذلك، فإن تكاليف إنشاء رصيف بحري أقل من تكلفة البنية التحتية للطرق المطلوبة.
في أوائل سبتمبر/ أيلول، بدأت مصانع إزهورا في روسيا (جزء من روساتوم) في تصنيع مفاعل نووي لوحدة الضبعة الأولى. وكان أليكسي ليخاتشيف، المدير العام لشركة روساتوم، هو من أعطى الضوء الأخضر للبدء في تصنيع هذا المفاعل خلال حفل تم تنظيمه في المصنع. حيث صرح قائلًا: “إنه ليس مجرد مفاعل سيُصنّع هنا في إزهورا، بل إنه أسلوب حياة جديد بالنسبة لمصر. ستقوم محطة الضبعة بتزويد البلاد بالطاقة الخضراء والمستدامة لمدة 100 عام. لذا، أود أن أتمنى من إزهورا أن تصنّع معدات يمكن استخدامها لدراسة الجغرافيا العالمية لسنوات عديدة قادمة“.
في أغسطس/ آب، زار وزير القوى العاملة المصري محمد سعفان موقع إنشاء الضبعة برفقة أمجد الوكيل وكبار مديري روساتوم. وتفقد الوفد أراضي بناء المفاعل وهياكل الأرصفة ثم استمع إلى تقارير عن التقدم المحرز في أعمال البناء.
وأشار الوزير محمد سعفان إلى أنه سيستمر في تقديم كل المساعدات اللازمة لمشروع إنشاء الضبعة طوال فترة تسلّمه. في وقت سابق من العام الجاري، في يوليو/ تموز، تم افتتاح مكتب لوزارة القوى العاملة في مدينة الضبعة بجهود مشتركة من الجانبين الروسي والمصري. وأشار محمد سعفان إلى أن “هذه الإجراءات ستسهّل عملية تأهيل الموظفين في مشروع الضبعة“.
تشاركُ أفضل الشركات الصناعية من جميع أنحاء العالم في بناء محطة الطاقة النووية في مصر. ففي أواخر أغسطس/ آب، وقّعت شركة كوريا للطاقة المائية والنووية (كوريا الجنوبية) عقدًا لمشروع الضبعة. حيث ستقوم ببناء حوالي 80 مبنى وهيكلاً للوحدات الأربع لمحطة الطاقة، بالإضافة إلى شراء وتوريد المعدات والمواد لجزر التوربينات. وصرح هوانغ جو- هو، رئيس شركة كوريا للطاقة المائية والنووية، قائلاً: “سنبذل قصارى جهدنا، هذا عدا عن الخبرة المكتسبة في دولة الإمارات العربية المتحدة [من إنشاء محطة بركة للطاقة النووية]، لتحقيق النجاح في مشروع الضبعة“.
وافقت روساتوم على اعتماد شركة كوريا للطاقة المائية والنووية كمورد محتمل من مصدر واحد بعد المشاورات في ديسمبر/ كانون الأول 2021. وكانت الشركة مؤهلة للتفاوض على شروط العقد بشرط أن تفي بمتطلبات الشراء.
حيث يقول بوريس أرسييف، مدير الأعمال الدولية في روساتوم:” نحن في روساتوم مقتنعون بأن التعاون في التكنولوجيا النووية يجب ألا يتوقف أبدًا حتى في الأوقات المضطربة. وبدلاً من ذلك، يجب أن نعززها ونوسعها لصالح بلداننا“.
دخل المشروع مرحلة البناء النشط في يوليو/ تموز. وترى الشركات العالمية في محطة الضبعة للطاقة النووية مشروعًا عمرانيًا جذابًا. وأشار ألكسندر كورشاجين، نائب الرئيس الأول لمشاريع البناء في شركة أتوم ستروي إكسبورت، إلى أن شركة كوريا للطاقة المائية والنووية تنضم إلى مجموعة من البائعين المؤهلين، والتي تضم كبرى الشركات المصرية المختارة لأعمال البناء في الموقع.