الطاقة النووية لكازاخستان
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#291يوليو 2025

الطاقة النووية لكازاخستان

العودة إلى المحتويات

ستقود روساتوم اتحادًا دوليًا لبناء أول محطة طاقة نووية كبيرة في كازاخستان. خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (SPIEF)، وقعت الشركة النووية الروسية ووكالة الطاقة النووية في جمهورية كازاخستان (AEA) وثائق تحدد مراحل التحضير والتنفيذ للمشروع.

في 14 يونيو، أعلنت وكالة الطاقة النووية أن اللجنة المشتركة الكازاخستانية لتطوير الصناعة النووية وجدت أن مقترحات روساتوم هي الأكثر ملاءمة وفائدة.

خلفية

فكرة بناء محطة للطاقة النووية في كازاخستان موجودة منذ عقود، لكن المناقشات لم تتجاوز مرحلة التخطيط حتى وقت قريب. وقد أدت عدة عوامل إلى تغيير المشهد. أولاً، أدى التطور السريع للبلاد إلى زيادة الطلب على الطاقة. في عام 2021، بلغت إنتاجية الكهرباء 114.45 مليار كيلواط ساعة، بينما بلغ الاستهلاك 113.89 مليار كيلواط ساعة. وفي عام 2022، تجاوز الاستهلاك الإنتاج، حيث تم إنتاج 112.94 مليار كيلواط ساعة مقابل استهلاك 112.82 مليار كيلواط ساعة. واستمرت الفجوة في الاتساع؛ ففي عام 2024، بلغ الإنتاج 117.9 مليار كيلواط ساعة، بينما ارتفع الاستهلاك إلى 120 مليار كيلواط ساعة. تحتاج شبكة الطاقة في كازاخستان بشكل عاجل إلى قدرات توليد جديدة.

ثانيًا، تغيرت آراء العامة في العالم لصالح المحطات النووية. ففي السنوات الأخيرة، اعترفت العديد من الدول والكتل الإقليمية بالطاقة النووية كمصدر موثوق وفعال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة من خلال توفير طاقة نظيفة وبأسعار معقولة.

نفذت السلطات الكازاخستانية حملة توعية واسعة، موضحةً فوائد السلامة وموثوقية الإمدادات وقابلية توقع التكاليف والفوائد البيئية للطاقة النووية. وفي أكتوبر 2024، أُجري استفتاء وطني حول بناء محطة للطاقة النووية، حيث دعم 71.12% من الناخبين هذه المبادرة.

بعد الاستفتاء، أجرت الحكومة مفاوضات مع مزودي تكنولوجيا المفاعلات الرائدين عالميًا، وقامت بزيارة مواقع تصنيعهم ومنشآت توليد الطاقة الخاصة بهم. سافر ممثلون كازاخستانيون إلى روسيا في يناير من هذا العام لزيارة شركة بيتروزافودسكماش ومحطة لينينغراد للطاقة النووية.

وبعد كل هذه الزيارات، تم اختيار أربعة مزودين محتملين من أربع دول مختلفة.

قدمت الشركات المختلفة العروض الفنية والتجارية، مبينةً تكاليف البناء المقدرة، والجداول الزمنية، ونماذج التمويل، واستراتيجيات المحتوى المحلي المتعلقة بالمعدات والعمالة، بالإضافة إلى برامج تدريب الموظفين، والتعاون العلمي، ودورة الوقود، والالتزامات الاجتماعية.

قامت الوكالة النووية الكازاخستانية (AEA)، ومحطات الطاقة النووية في كازاخستان (KNPP)، ومجموعة الهندسة الفرنسية “أسيستيم” (Assystem) بتطوير منهجية تقييم وتطبيقها على العروض المقدمة. وقد تم عرض النتائج لاحقًا على اللجنة المشتركة المعنية بتطوير الصناعة النووية.

ردود الفعل الأولية

أعرب المدير العام لشركة روساتوم، أليكسي ليخاتشيوف، عن ترحيبه بقرار كازاخستان المضي قدمًا في مشروع محطة الطاقة النووية، موضحًا أن “الدولة ستشهد بناء محطة نووية وفقًا لأحد أكثر التصاميم تقدمًا وكفاءة على مستوى العالم، معتمدة على التقنيات الروسية”. وأضاف: “تجمع مفاعلاتنا من الجيل 3+ VVER-1200 بين الحلول الهندسية المثبتة عبر الزمن وأنظمة الأمان النشطة والسلبية الحديثة المطورة وفقًا لمعايير السلامة الدولية الصارمة. هذه المفاعلات قيد التشغيل بالفعل في روسيا وخارجها، حيث يوجد أربعة وحدات في روسيا واثنتان في بيلاروسيا. كما اختار شركاؤنا في هنغاريا ومصر وتركيا وبنغلاديش والصين هذه التقنية. لا يزال أمامنا الكثير من العمل، ونعتمد على الدعم والمساعدة من قيادات كل من روسيا وكازاخستان”.

وقد حظي القرار بتفاؤل كبير في كازاخستان، حيث قالت جمعية الكهرباء الكازاخستانية: “يهدف مشروع محطة الطاقة النووية إلى معالجة نقص الكهرباء في المناطق الجنوبية من كازاخستان، وتقليل الاعتماد على واردات الطاقة، وضمان إمدادات طاقة مستقرة وقابلة للتنبؤ بغض النظر عن الظروف الجوية، وزيادة جاذبية الاستثمار في القطاع، وتحفيز خلق وظائف جديدة في المنطقة المستضيفة للمشروع”.

وفي سياق متصل، أضاف إيرلان باتيربيكوف، المدير العام للمركز الوطني النووي الكازاخستاني، في مقابلة مع Orda.kz: “تتمتع روسيا والصين بخبرة واسعة في تنظيم اتحادات دولية، لذا فإنهما يعرفان كيفية دمج المعدات من مختلف الشركات المصنعة بشكل فعال ضمن مشروع واحد. ومع ذلك، تتمتع روسيا بأفضل سجل في بناء المحطات النووية في الخارج، بما في ذلك التكيف مع المتطلبات التنظيمية المحلية والتعاون مع الصناعات المحلية، مما يعظم الاستفادة من المنتجات والخدمات المحلية في المشروع”.

أولى الخطوات المشتركة

خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF)، وقع أليكسي ليخاتشيوف ورئيس الوكالة النووية الكازاخستانية ألمسادام ساتكالييف خريطة طريق توضح الأنشطة الرئيسية لمشروع محطة الطاقة النووية الكبيرة في كازاخستان. تتضمن خريطة الطريق إجراء مسح هندسي وموقعي، وإبرام عقد EPC، وتطوير الوثائق التصميمية. بالإضافة إلى ذلك، وقعت محطات الطاقة النووية في كازاخستان وAtomStroyExport (قسم الهندسة التابع لروساتوم) اتفاقية إطار تحدد المبادئ الأساسية للتعاون في مشروع البناء في منطقة جامبيل (Zhambyl) التابعة لمنطقة ألماتي.

وعلق ألمسادام ساتكالييف بالقول: “إن بناء محطة للطاقة النووية في كازاخستان هو جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز التنمية المستدامة لقطاع الطاقة في البلاد. نتوقع تعاونًا وثيقًا وشفافًا مع شركائنا لضمان تحقيق معايير سلامة عالية والامتثال لمتطلبات المحتوى المحلي”.

تجري حاليًا أعمال لتأمين تمويل الحكومة الروسية لصادرات المشروع وتشكيل الاتحاد. وأكد أليكسي ليخاتشيوف: “في مشاريعها الخارجية، تعتمد روساتوم دائمًا على التعاون الواسع مع الموردين الدوليين، مما يتيح استخدام الحلول الأكثر تقدمًا والمخصصة للعملاء”.