صيدُ أسماكٍ بلمسةٍ نووية
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#258أكتوبر 2022

صيدُ أسماكٍ بلمسةٍ نووية

العودة إلى المحتويات

في أوائل سبتمبر/ أيلول، نظّمت روساتوم بطولة صيد الأسماك الدولية الثانية في خليج فنلندا بالقرب من محطة لينينغراد للطاقة النووية. وقد جاء الصيادون من تسع دول شريكة لـروساتوم إلى روسيا لتجربة الصيد بالقرب من محطات الطاقة النووية.

يعدّ صيد الأسماك في خزانات المياه بالقرب من محطات الطاقة النووية وبطولات الصيد شيئًا مألوفًا لموظفي الشركات النووية الروسية. حيث يقول فاديم تيتوف، رئيس شبكة روساتوم الدولية:” تنظم روساتوم دورات صيد الأسماك في خزانات المحطة النووية منذ أكثر من عشر سنوات“. مشيرًا إلى أن الذين يعملون في الصناعة النووية لا يحتاجون إلى الاقتناع بأن الأسماك آمنة، ولكن لسوء الحظ، نشر الأشخاص الذين لا يعرفون شيئًا عن التكنولوجيا النووية شائعاتٍ لا أساس لها من الصحة. لذلك تم تنظيم هذه البطولة لتبديد تلك الأساطير. فقد قام منظمو هذه المسابقة، شبكة روساتوم الدولية وروس إنيرجو أتوم (مشغل محطات الطاقة النووية في روساتوم)، بالاتصال بجمعيات صيد الأسماك في بلدان مختلفة لدعوة صيادي الأسماك المحترفين، الذين يكسبون رزقهم عن طريق صيد الأسماك، إضافةً إلى الهواة.

أقيمت البطولة لأول مرة في العام 2019، وحضرها صيادو أسماك من المجر ومصر والهند وبنغلاديش وتركيا. خطط المنظمون لجعلها سنوية، ولكن، وبسبب وباء الكورونا، تم تأجيل البطولة حتى هذا العام. وقد تعززت البطولة الثانية بمنتخبات من جنوب أفريقيا وأوزبكستان وكازاخستان وأرمينيا. مثّل روسيا موظفو محطتي لينينغراد وتيتان-2 للطاقة النووية (جزء من روساتوم). وقد تنافس في البطولة ثلاثة عشر فريقًا، كل فريق مكوّن من اثنين من الصيادين.

كان لكل متنافس أسبابه الخاصة للمشاركة فيه. على سبيل المثال، درس لازلو كيرن الطب البيطري في فورونيج، ويزور روسيا كثيرًا وكان يمارس صيد الأسماك منذ طفولته، وقد صرّح قبل البطولة قائلًا:” سمعت عن بطولة محطة لينينغراد النووية من ابن عمي الذي شارك فيها قبل ثلاث سنوات. سيكون من المثير للاهتمام صيد الأسماك في خليج فنلندا، على مساحة شاسعة. ففي المجر، ليس لدينا سوى نهر وبحيرات صغيرة – لا توجد مساحات كبيرة مثل هنا“.

بينما يشارك قائد المنتخب المصري عبد الناصر عبد اللطيف في بطولة روساتوم للمرة الثانية، فقال:” لقد جئت مع فريق هذه المرة. أردت أن أظهر لزملائي في الفريق البلدةَ التي تضم محطة للطاقة النووية وهي شبيهة بمحطة الضبعة النووية، وكيف يعيش الناس هناك. يسعدنا زيارة محطة لينينغراد النووية – إنها تجربة ممتازة بالنسبة لنا. المحطة آمنةٌ تمامًا، ونحن على يقين من أن محطة الضبعة النووية لن تكون أقل أمانًا“.

أما فلاديمير تيغاي، عضو في فريق أوزبكستان، فلديه اهتمام مهني في محطة لينينغراد للطاقة النووية. حيث قال:” محطة الطاقة النووية هي منشأةٌ هائلة من حيث التعقيد التكنولوجي. لقد رأيت كيف تعمل محطة لينينغراد للطاقة النووية، وما هي أنظمة الأمان الخاصة بها. لقد كانت ملهمة للغاية بالنسبة لي كمدير لشركة أتمتة صناعية“. وفي الوقت الحالي، تناقش روساتوم وسلطات أوزبكستان إمكانية بناء أول محطة للطاقة النووية في البلاد باستخدام مفاعلات VVER-1200. فقد أثبتت مفاعلات الطاقة هذه التي تعمل في محطة لينينغراد النووية أنها آمنة وموثوق بها وتشكّل نموذجًا للتقنيات الروسية المتقدمة التي تصدّرها روساتوم إلى بلدان أخرى.

تم تنظيم البطولة بالشكل المعتمد من قبل Pro Anglers League – الصيد الدوار بالقارب. لكن القمر تسبب في بعض الفوضى: فبحلول الوقت الذي بدأت فيه البطولة، كان المد ينحسر لمدة عشرة أيام وانخفض منسوب المياه في الخليج بمقدار متر ونصف. وكان على الصيادين الإبحار بعيدًا عن الشاطئ لأن الأسماك كانت تتبع طعامها في العمق. تكوّن كل فريق من شخصين برفقة حكم روسي ساعدهم وراقب القواعد المتبعة. أبحر الحكام بالقوارب وساعدوا أولئك الذين لم يمارسوا الصيد الدوار من قبل.

اصطاد المتنافسون 203 سمكة بوزن إجمالي 7 كيلو غرامًا. أكبر سمكة كانت عبارة عن سمكة كراكي رمحية تزن 500 جرام اصطادها متنافس هندي، وحصل على جائزة أكبر صيد. لم يتم وزن الأسماك التي تم صيدها فحسب، بل تم اختبارها أيضًا من حيث النشاط الإشعاعي. حيث تم تحليل جميع الأسماك التي تم صيدها بحثًا عن إشعاع. يقول ليفينت أتالاي من فريق الصيد التركي:” لقد تأكدنا من أن مستوى النشاط الإشعاعي كان ضمن الحدود المسموح بها“. ثم تم إطلاق الأسماك مرة أخرى في الماء.

وقال فاديم تيتوف:” نولي أهميةً كبيرةً لأحداث مثل هذه لأنها تمنحنا فرصة لإظهار أن الطاقة النووية هي مصدر للطاقة النظيفة وأن التكنولوجيا النووية والطبيعة يكملان بعضهما البعض. يسعدنا أن نرى ضيوفنا من تسع دول يرون بأنفسهم أن الأسماك النظيفة تعيش على مقربة من محطة الطاقة النووية التي تعمل منذ ما يقرب من نصف قرن“.

فاز المنتخب الهندي بالبطولة بإجمالي صيد بلغ 1462 غرامًا. أحد الفائزين، سانتوش جايسوارا، هو مدوّن على اليوتيوب ويصنع مقاطع فيديو حول صيد الأسماك في الهند وبنغلاديش وسريلانكا. كما صوّر مقطع فيديو عن الصيد في خليج فنلندا. جاء فريق مصر في المرتبة الثانية. وفاز الفريق الروسي المصري المشترك بالجائزة الثالثة.