الطب النووي
العودة إلى المحتوياتيعتبر الطب النووي أحد التطبيقات غير الطاقية الرئيسية للتكنولوجيا النووية، حيث يحمل عددًا كبيرًا من الأبعاد التجارية المهمة لروساتوم. تشمل هذه الأعمال إنتاج النظائر الطبية والأدوية الإشعاعية، وتطوير الأجهزة الطبية، وبناء مراكز الطب النووي.
يجدر بالذكر أن الطب النووي ليس مجالًا جديدًا تمامًا بالنسبة لروساتوم.
يعتبر الاتحاد السوفيتي السابق رائدًا عالميًا في استخدام التكنولوجيا النووية في المجال الطبي، حيث كان ينتج حوالي 140 نظيرًا مشعًا و40 دواءً إشعاعيًا لتلبية احتياجاته المحلية وللتصدير. وكانت الدولة تُدير نحو 650 مختبرًا تشخيصيًا بالنظائر المشعة، تُجرى فيها أكثر من 1.5 مليون دراسة سنويًا، بالإضافة إلى 20 قسمًا للعلاج باستخدام النظائر المشعة تضم حوالي 2000 سرير.
في الوقت الحاضر، لا تزال شركة روساتوم تحتفظ بموقعها الريادي في قطاع النظائر المشعة، وتُعد واحدة من أكبر خمس شركات مزوّدة على مستوى العالم، حيث تنتج مجموعة واسعة من هذه النظائر. ويشهد الطلب على منتجات النظائر المشعة من قبل روساتوم تزايدًا مستمرًا، ففي عام 2023 فقط، زادت صادرات النظائر بنسبة 15%. ويتم إجراء نحو 2.5 مليون إجراء تشخيصي وعلاجي باستخدام نظائر روساتوم على مستوى العالم، التي تقوم بتوريدها لأكثر من 170 شركة في 50 دولة.
ومع ذلك، فإن نشاط روساتوم لا يقتصر على إنتاج النظائر فقط، بل تمتد أنشطتها أيضًا إلى قطاعات جديدة في سوق الطب النووي.
الأدوية الإشعاعية
تقوم روساتوم حاليًا بإنشاء أكبر مصنع للأدوية الإشعاعية في أوروبا، والذي يقع في مدينة أوبنينسك الروسية. وقد تم اتخاذ قرار إنشاء المصنع بعد تحليل شامل للسوق بالتعاون مع الأوساط الطبية، حيث حُددت المنتجات الأكثر طلبًا والقطاعات التي تعاني من نقص في المعروض. تم التخطيط لنطاق منتجات المصنع وقدراته وفقاً لإمكانات روساتوم وخصائص المنتجات والمنافسة وظروف المستهلك. وسيقوم المصنع بإنتاج العشرات من المواد المخصصة لتشخيص وعلاج الأمراض السرطانية وأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض العصبية التنكسية، وذلك وفقًا لمعايير الممارسات الجيدة للتصنيع (GMP).
سيبدأ الإنتاج بالمواد الأكثر طلبًا، بما في ذلك مولدات التكنيتيوم-99م، المستخدمة لتشخيص أكثر من 20 مرضًا، والأدوية الإشعاعية المعتمدة على اليود-131 لعلاج سرطان الغدة الدرقية ونيوبلستوما الأطفال. كما تعمل الأدوية المعتمدة على الساماريوم-153 على تخفيف الألم ومنع انتشار النقائل العظمية، بينما تُستخدم الأدوية التي تحتوي على الراديوم-223 لعلاج النقائل العظمية لدى المرضى المصابين بسرطان البروستاتا المقاوم للإخصاء.
بالإضافة إلى ذلك، سيقوم المصنع بإنتاج أدوية إشعاعية مبتكرة تعتمد على اللوتيوم-177 والإكتينيوم-225 والثوريوم-227 وغيرها من النظائر، موجهة لعلاج الأشكال الانبثاثية غير القابلة للجراحة من الأورام الخبيثة.
حتى الآن، اكتمل العمل في الهيكل الخارجي للمصنع بما في ذلك الزجاج والتكسية الخارجية والغلاف الحراري. وتجري حاليًا الأعمال على إنهاء الأعمال الداخلية وتعبيد المنطقة المحيطة بالمصنع، مما يقربه من مرحلة تركيب المعدات.
المعدات الطبية
تعمل روساتوم أيضًا على تطوير وتوريد معدات طبية عالية التقنية للطب النووي. على سبيل المثال، تركز الشركة على مشروع تطوير جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي فائق التوصيل. كما تصنع أجهزة قياس الجرعات متعددة القنوات للاستخدامات السريرية وتقوم بتوريد أنظمة براكيم للعلاج بالإشعاع للمستشفيات منذ عام 2022.
يُعد جهاز براكيم جهاز علاج بالإشعاع عن قرب للأورام، حيث يتم توصيل مصدر الإشعاع الغامي بالقرب من الورم أو إدخاله في الأنسجة المتضررة مع الحد الأدنى من التعرض للأنسجة السليمة. يُجهز الجهاز بوحدة قياس جرعات متقدمة ونظام رسم خرائط الإشعاع ثلاثي الأبعاد، مما يمكن من متابعة تقدم العلاج وقياس التعرض بدقة وفي الوقت الحقيقي. كما أن ملحقات براكيم متوافقة مع أنظمة التصوير التشخيصي المختلفة.
من المتوقع أن تبدأ روساتوم الإنتاج الضخم لأجهزة تصوير الرنين المغناطيسي فائقة التوصيل في عام 2027، حيث ستنتج مجالًا مغناطيسيًا بقوة 1.5 تسلا، وهو ما يكفي للحصول على تصوير تفصيلي وواضح للأعضاء الداخلية.
تدرس روساتوم إمكانية دخول أسواق الدول المستقلة ودول البريكس والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا بمنتجات معداتها الطبية.
مركز الأبحاث والتكنولوجيا النووية (NRTC)
تسعى شركة روساتوم جاهدة لمشاركة خبراتها في مجال الطب النووي مع شركائها. على سبيل المثال، تقوم الشركة حالياً ببناء مركز للأبحاث والتكنولوجيا النووية (NRTC) في بوليفيا. ومن بين مكونات هذا المركز، تم تشغيل جهاز السيكلوترون في عام 2023، والذي يُستخدم لإنتاج النظائر المشعة والأدوية الإشعاعية. تشمل مجموعة منتجاته أدوية إشعاعية تحتوي على الفلور-18 لتشخيص الأورام والأمراض القلبية، والكربون-11 لكشف أورام الدماغ، واليود-123 لتشخيص أمراض الغدة الدرقية، والتكنيتيوم-99m الذي يُستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات التشخيصية.
يُعتبر المفاعل البحثي هو المكون الرئيسي لمركز الأبحاث والتكنولوجيا النووية، حيث سيكون قادراً على إنتاج النظائر للأغراض الطبية. وقد اجتازت الدفعة الأولى من الوقود النووي للمفاعل اختبارات القبول في مصنع شركة TVEL (قسم الوقود النووي لروساتوم) بنهاية أكتوبر من هذا العام، ومن المقرر شحنها في عام 2025. ومن المتوقع أن يكون مركز الأبحاث والتكنولوجيا النووية جاهزاً للعمل بشكل كامل في نفس العام.
في الوقت الحالي، تعمل روساتوم على مشروع لبناء مركز NRTC مماثل في فيتنام. وفي سبتمبر من هذا العام، ناقش المدير العام لروساتوم، أليكسي ليخاتشيوف، مع وزير العلوم والتكنولوجيا الفيتنامي، هواينه تان دات، برنامج البناء الخاص بالمركز. وقد تم تحديد الجدول الزمني لهذا البرنامج ضمن مذكرة التعاون التي وُقِّعت خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فيتنام في يونيو 2024.
مشاركة الخبرات
تشارك روساتوم بانتظام في الفعاليات الدولية المعنية بالطب النووي. ففي يوليو، شاركت الشركة في تنظيم المنتدى الدولي الأول للطب النووي لمجموعة بريكس على مستوى عالٍ، حيث ناقش ممثلو الدول الأعضاء الفرص والاحتياجات في بلدانهم، واقترحوا أفكاراً للتطوير وتبادل الآراء. وفي أكتوبر، شارك خبراء روساتوم في مؤتمر الجمعية الأوروبية للطب النووي (EANM) لعام 2024 في هامبورغ، حيث قدموا منتجات نظائر روسية وحلولاً في مجال الطب النووي، وتحدثوا عن قدرات الشركة في هذا المجال.