في أواخر فبراير، تحدث اليكسي ليخاتشيوف، المدير العام لروساتوم، في مجلس الدوما (المجلس الأدنى للبرلمان الروسي) عن الحالة الراهنة للشؤون في روساتوم، والأهداف المحددة للمستقبل، والمشاريع قيد النظر.

وحدات طاقة جديدة في روسيا

حاليًا، تمتلك روسيا 36 وحدة مفاعل قد التشغيل، بما في ذلك المحطة النووية العائمة الوحيدة في العالم. تبلغ حصة توليد الطاقة النووية في المتوسط 20% في جميع أنحاء روسيا وتتجاوز 40% في بعض المناطق الروسية. روساتوم مشغولة أيضًا بتطوير قدرات توليد الطاقة من الرياح، حيث بنيت بالفعل 9 مزارع رياح. تمنع محطات روساتوم النووية ومحطات طاقة الرياح إصدار حوالي 110 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

بحلول عام 2045، ستزيد حصة الطاقة النووية في مزيج الطاقة الروسي إلى 25%. سيتعين على الشركة النووية الروسية بناء 42 مفاعلا كبيرا ومتوسطا وصغيرا معدل بقدرة إجمالية تبلغ 33.5 جيجاواط لتحقيق هذا الهدف. قال اليكسي ليخاتشيوف “نخطط لنشر قدرات جديدة في جبال الأورال ثم التحرك أبعد إلى سيبيريا والشرق الأقصى، حيث نتوقع أن ينمو استهلاك الكهرباء بأسرع وتيرة. سيتم بناء محطات نووية في سبع مناطق جديدة“. على سبيل المثال، تجري مناقشات لبناء محطات طاقة نووية في جنوب كراي زابايكالي وفي منطقة تيندا البلدية بمنطقة أمور.

الجيل القادم

في خطابه، سلّط أليكسي ليخاتشيوف الضوء على الجهود المبذولة لتطوير تقنيات الطاقة النووية للجيل القادم، قائلاً: “نحن الدولة الوحيدة في العالم التي تعمل على تقنية الجيل الرابع من الطاقة النووية. هذه التقنية تجعل الحوادث النووية الخارجة عن التصميم مستحيلة فيزيائيًا بفضل التصميم الخاص للمفاعل النووي“.

يُذكر أن روساتوم تقوم ببناء منشأة تجريبية لإنتاج الطاقة في سيفيرسك، منطقة تومسك. الوحدة الأولى منها، والتي صُممت لتصنيع وإعادة تصنيع وقود النيتريد المختلط من اليورانيوم والبلوتونيوم، ستصبح قد التشغيل في وقت لاحق من هذا العام. وسيتم تشغيل مفاعل النيوترونات السريع المبرد بالرصاص في عام 2027.

شدد أليكسي ليخاتشيوف على أن التقنية الجديدة ستعالج نقطتين ضعف تشكلان تحديًا لقطاع الطاقة النووية الحالي. أولًا، تصبح احتياطيات الوقود غير محدودة من خلال إدخال نظير اليورانيوم-238 المخزن في دورة إنتاج الوقود. ثانيًا، إغلاق دورة الوقود النووي يحل أصعب مشكلة في العالم المتعلقة بتراكم الوقود المستهلك. هذا سيتوافق مع مبدأ ما يسمى بالمعادلة الإشعاعية، حيث يتم التخلص من نفس كمية النشاط الإشعاعي للبيئة التي تم ‘أخذها’ عند استخراج اليورانيوم الطبيعي.

في العقد القادم، ستستخدم روساتوم هذه التقنية الجديدة لبناء محطات طاقة نووية ومنشآت توليد طاقة على نطاق واسع في روسيا. كما سيتم عرض التقنية على الشركاء الدوليين. و قال المدير العام لروساتوم في ختامه: “نحن متقدمون على المنافسين في هذا المجال بما لا يقل عن 10 سنوات، وفقًا لتقديراتنا. لكن بما أنهم يمضون أيضا، يتعين علينا التحرك بشكل أسرع في مشاريعنا الابتكارية“.

روساتوم في الخارج

تجعل مزايا التكنولوجيا الروسية من روساتوم مزودا نوويا رائدا في الأسواق الدولية. تُعد روساتوم المورد الرئيسي لمنتجات وخدمات الوقود النووي وتعمل على بناء 22 وحدة طاقة نووية في سبع دول، مع إكمال 8 وحدات في الخارج على مدى السنوات الثماني الماضية.تتضمن محفظة عقود روساتوم الدولية 33 مفاعلا نوويا في 11 دولة.

تعمل وزارتا الطاقة البيلاروسية والروسية على اقتراح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لبناء قدرات نووية جديدة. وقال أليكسي ليخاتشيوف لأعضاء البرلمان: “هناك خيار لبناء وحدة مفاعل ثالثة في أوستروفيتس (أول محطة للطاقة النووية في بيلاروسيا تقع هناك)، وهناك خيار لبناء محطة طاقة نووية بمفاعلين في جنوب بيلاروسيا. نحن جاهزون لكلا الخيارين“.

كما يجري العمل أيضًا لاستكشاف إمكانية بناء محطة طاقة نووية جديدة في تركيا. وأضاف ليخاتشيوف: “كما أعلن من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان، تم اتخاذ قرار سياسي بتخصيص موقع آخر لنا. من المحتمل أن يكون الموقع في سينوب. نحن الآن نبحث في التفاصيل“.

تشكل المنتجات التكنولوجية المبتكرة الجديدة، سواء النووية أو غير النووية، جزءًا أساسيا من التعاون الدولي. تتضمن هذه المنتجات تعديلات بحرية وبرية لمحطات الطاقة النووية صغيرة ومتوسطة الحجم، ومراكز للعلوم والتكنولوجيا النووية، ومعدات طبية، ومراكز إشعاعية متعددة الأغراض. تزود روساتوم أكثر من 70٪ من النظائر المنتجة عالميًا إلى أكثر من 50 دولة.

وقال ليخاتشيوف: “لا أستطيع الانتظار لأخبركم عن أحدث اختراع لأطبائنا، هيباتورين، وهو دواء مميز موسوم بالرينيوم قادر على إيقاف نمو أورام الكبد حتى في المرضى المسنين بشكل خاص“.

في العام الماضي، حققت روساتوم إيرادات قياسية بلغت 16.4 مليار دولار أمريكي من مشاريعها الدولية، بما في ذلك أكثر من 12 مليار دولار من الدول الصديقة. وتساءل أليكسي ليخاتشيوف: “ما الذي يقوم عليه قيادتنا الدولية؟ أولاً، هو التكنولوجيا الأفضل التي يتم اختبارها وإثباتها في روسيا بشكل إلزامي. ثانيًا، هو عرضنا الشامل الذي يتجاوز محطات الطاقة النووية. نحن نخلق الصناعة بأكملها من الصفر، مساهمين في الأنشطة البحثية، والإطار التنظيمي، والإنتاج المحلي، والتدريب الشامل للموظفين. معتمدين على مبادئ الاحترام والمساواة، نجعل دول شركائنا مستقلة تكنولوجيًا. بهذا القول، نحن نواصل المنافسة على حصتنا في أسواق الدول غير الصديقة أيضا“.

بوجه عام، روساتوم موجودة في 57 دولة حول العالم من خلال بناء المنشآت النووية هناك، وتوريد منتجاتها أو غير ذلك.