أمن الطاقة والسيادة التكنولوجية
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#274فبراير 2024

أمن الطاقة والسيادة التكنولوجية

العودة إلى المحتويات

شهد أوائل عام 2024 إنجازًا رئيسًا آخر اجتازته محطة الضبعة النووية حيث تم صب الخرسانة الأولى للوحدة الرابعة. اقرأ المزيد عن هذا الحدث في عمود الأخبار بالعدد الحالي. هذه المقالة عبارة عن مجموعة من تعليقات الخبراء حول هذا الحدث. ووقعت روساتوم أيضًا عقدًا آخر في فبراير/ شباط لتزويد مفاعل الأبحاث المصري بالوقود وشاركت في فعاليات تجارية وثقافية في مصر.

كانت بداية مرحلة البناء الرئيسة في الوحدة الرابعة من محطة الضبعة محط اهتمام مجتمعات الخبراء الروسية والمصرية. وأشاد الخبراء بالتعاون الروسي المصري في المجال النووي. فقد أكد نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق الأستاذ الدكتور علي عبد النبي، في حوار مع موقع البوابة الإخباري، أن مفاعلات VVER-1200 المبتكرة قد صُممت وفق أعلى المعايير العالمية للسلامة النووية.

وأضاف الدكتور كريم الأدهم خبير السلامة النووية أن المفاعلات بهذا التصميم قللت من احتمالية خطأ المشغل والاعتماد على التشغيل الآلي عند حدوث عطل. كما أنها تتميز بعمر خدمة أطول (يصل إلى 80 عامًا) وتمنع احتمالية وقوع حوادث الانهيار الأساسية.

وأوضح الدكتور علي عبد النبي أن مشروع الضبعة اعتمد إلى حد كبير على المقدرات المحلية: فقد وصلت حصة الشركات المصرية في المشروع إلى 35% عند ببدء أعمال البناء في الوحدة الرابعة.

وأكد الدكتور علي عبد النبي أنه “إلى جانب ضمان أمن الطاقة، سيساهم مشروع الضبعة في السيادة التكنولوجية لبلادنا. ومع اكتساب الشركات المصرية مزيدًا من الخبرة في العمل في المشروع النووي الذي يلبي أكثر معايير السلامة والجودة الدولية صرامة، فإنها ستعمل على تحسين جودة خدماتها ومنتجاتها، ما يتيح لها الوصول إلى الأسواق العالمية. إن الهدف النهائي لمشروع الضبعة هو تحقيق الأمن التكنولوجي الوطني“.

وقال ألكسندر بوتيلوف، الأستاذ في المعهد الوطني للأبحاث النووية (ميفي)- الجامعة الرائدة في روساتوم، إن صب الخرسانة يعني أنه تم الحصول على جميع التصاريح ذات الصلة، وأنه تم الانتهاء من جميع الإجراءات والاستعدادات التنظيمية، وتم استيفاء جميع المتطلبات الدولية المحددة للاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وأضاف قائلًا: “الضبعة هي أول محطة للطاقة النووية بتصميم روسي تُبنى في القارة الأفريقية. في الواقع، يفتح هذا المشروع السوق الأفريقية أمام روساتوم، وستراقب الدول الأفريقية الأخرى عن كثب التقدم المحرز في هذا المشروع الواعد“.

عقد توريد الوقود

وفي أوائل فبراير/ شباط، وقع مصنع نوفوسيبيرسك للمركزات الكيميائية (NCCP، وهو جزء من روساتوم) وهيئة الطاقة الذرية المصرية (EAEA) عقدًا لتوريد مكونات الوقود النووي منخفض التخصيب إلى مصر.

وتخضع الشحنات لاتفاقية طويلة الأجل تنص على تصدير الوقود النووي للمفاعل البحثي التدريبي التجريبي الثاني في مصر (ETRR-2). وتشمل المكونات التي سيتم توريدها اليورانيوم منخفض التخصيب وأجزاء مصنوعة من سبائك الألومنيوم ومسحوق الألومنيوم. أما الشحنة القادمة فهي مقررة في عام 2024.

إلى جانب ذلك، ستُلّسم مجموعة أخرى من المكونات إلى مصر في عام 2024 بموجب العقد الموقع في عام 2022.

ويستخدم ETRR-2، الذي ركّب في مركز البحوث النووية المصري في إنشاص، لإجراء البحوث في فيزياء الجسيمات وعلوم المواد وإنتاج النظائر المشعة.

الفعاليات التجارية والثقافية

في أواخر فبراير/ شباط، شاركت روساتوم في المؤتمر الدولي الثالث عشر للعلوم والتطبيقات النووية الذي نظمته الجمعية المصرية للعلوم والتطبيقات النووية (ESNSA) وهيئة الطاقة الذرية المصرية (EAEA). ويعقد المؤتمر كل أربع سنوات.

وتحدث ممثلو روساتوم عن منتجات الشركة وحلولها في مجالات عدّة مثل الطب والزراعة. إذ تقدم روساتوم للسوق 16 نوعًا من المعدات الطبية الشهيرة من تصميمها وإنتاجها، إضافة إلى نهج متكامل لتنفيذ مرافق البنية التحتية الطبية. تنتج شركة روساتوم 11 دواءً صيدلانيًا إشعاعيًا لتشخيص وعلاج أمراض الأورام والقلب والأوعية الدموية. وتقوم الشركة أيضًا ببناء مصنع لإنتاج الأدوية الإشعاعية روسيا وسيكون الأكبر من نوعه في أوروبا. تشتمل مجموعة منتجات روساتوم على مراكز متعددة الأغراض لمعالجة المنتجات بالإشعاع المؤين. وتساعد هذه التقنيات، كونها آمنة على صحة الإنسان، في تصنيع المنتجات الزراعية، ما يزيد العمر الافتراضي للمنتجات الغذائية عدة مرات.

قال مراد أصلانوف، مدير روساتوم في مصر: “يمثل افتتاح مكتبنا الرئيس في مصر علامة فارقة في التعاون مع الشركاء المصريين، وتحديدًا في مجال الطب. وفي العام الماضي وقعنا اتفاقية مع الشركة المصرية ميد فارما غروب “Med Pharma Group” تهدف إلى دمج أكسيد النيتريك في الممارسة الطبية. إننا على يقين من أن هذا التعاون سيساهم في تطوير القطاع الطبي في مصر“.

وفي أواخر يناير، شاركت روساتوم في معرض القاهرة الدولي الخامس والخمسين للكتاب، وهو الأكبر والأقدم في العالم العربي. وعلى مدار يومين، قامت روساتوم ودار العين للنشر بتوزيع كتاب يحوي أسئلة وأجوبة حول الطاقة النووية، ليطلع الزوار على مبادئ تشغيل محطات الطاقة النووية، ومزايا التكنولوجيا النووية والعلوم النووية. وفي مكتبة ديوان، استخدم ممثلو الشركة النووية الروسية الواقع الافتراضي ليُظهروا للزائرين كيف تبدو محطة الطاقة النووية العادية ذات التصميم الروسي.

وقال مراد أصلانوف: “تؤمن روساتوم بقوة بأن إزالة الغموض عن الصور النمطية حول الطاقة النووية وزيادة الوعي بالتقنيات النووية يأتي من خلال حوار مفتوح مع العامة“.