بمناسبة المؤتمر الدولي لتغير المناخ COP28، نظمت شركة الطاقة النووية الروسية “روساتوم” يوم المفاعلات النووية الصغيرة المتكاملة، حيث ألقت الضوء على أحدث مشاريعها لمحطات الطاقة النووية الصغيرة المتنقلة.
شهد هذا الحدث استعراضا متعدد الوسائط لمحطة الطاقة النووية الصغيرة التي تجري إنشاؤها في ياقوتيا، حيث يتم دمجها بعناية في نظام البيئة القطبية. ولقد قدمت روساتوم فرصة استكشاف افتراضية لمحطة الطاقة النووية العائمة “أكاديميك لومونوسوف”، التي تزوّد أقصى مدينة في روسيا شمالي شوكوتكا “بيفيك” بالكهرباء والحرارة.
وفي رسالة فيديو إلى زوار يوم الطاقة النووية الصغيرة، قال المدير العام لشركة “روساتوم” ألكسي ليخاتشيف: “أنا واثق من أن حلول الطاقة النووية الصغيرة التي تقدمها روساتوم ستكون اختيارًا فعّالًا وآمنا بيئيا للدول التي لم تنظر إلى توليد الطاقة النووية من قبل، لأسباب عدة“.
من جانبها، تواصل روساتوم المفاوضات وتبرم الاتفاقيات، وتعمل على تطوير التصاميم وإعداد الوثائق لبناء محطات الطاقة النووية الصغيرة، كما تشارك في مشاركة تفاصيل تشغيل وصيانة هذه المحطات مع خبراء الطاقة النووية من دول أخرى.
الاتفاقيات
عقج الاتفاقيات تتوالى وتتسارع في عالم الطاقة النووية، حيث تستعرض الدول اهتمامها المتزايد بالمفاعلات النووية الصغيرة الروسية. وفي إطار ذلك، قدّم دالايجارغال دورجبال، المدير التنفيذي لشركة “موناتوم” الحكومية في منغوليا، خلال اجتماع المناخ COP28، مفهوما لمفاعل نووي صغير بري قد يتم بناؤه في منغوليا.
وليس ذلك وحسب، بل في منتصف شهر نوفمبر، قام ألكسي ليخاتشيف وفلاديمير بوتانين، رئيس شركة “نورنيكل”، بتوقيع اتفاقية نية وتعاون لبناء مفاعل نووي صغير في منطقة نوريلسك الصناعية معزولة عن الشبكة الكهربائية الوطنية. حيث ستقوم الأطراف بدراسة الخيارات المتاحة وتحديد الموقع الأولوي للمفاعل النووي على اليابسة، بالإضافة إلى تحديد التكوين الخاص به والبنية التحتية المطلوبة لبناء وتشغيل المفاعل، واختيار نموذج تسليم مشروع مثلى.
وعلق ديمير بوتانين قائلا “نحن في نورنيكل ومنطقة نوريلسك الصناعية نتطور، لذا سنحتاج إلى المزيد من الكهرباء بعد عام 2030″.
وقال ليخاتشيف “قد يتم اعتبار محطة طاقة نووية عالية التقنية تعتمد على مفاعل RITM-400 الأحدث كخيار أولوي. تصاميمنا ذات القدرة المنخفضة توفر مصدرًا موثوقًا للكهرباء على المدى الطويل وبتكلفة متوقعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسهم الطاقة النووية بشكل كبير في مكافحة التغير المناخي نظرًا لعدم انبعاث ثاني أكسيد الكربون. كل هذه المزايا تجعل تقنية المفاعلات النووية الصغيرة خيارًا مطلوبًا للمرافق الصناعية الكبيرة”.
10 مفاعلات صغيرة
وفي ديسمبر المبكر، أنتجت شركة “زيو-بودولسك”، التابعة لقسم الهندسة الكهربائية في روساتوم، المفاعل النووي العاشر من نوع RITM-200 لجيل جديد من كاسحات الجليد النووية في مشروع 22220. سيتم تركيب هذا المفاعل على الكاسحة الجليدية التسلسلية الرابعة “تشوكوتكا”، التي يتم بناؤها بتكليف من روساتوم مرسى باء السفن البلطيق بمدينة سان بطرسبورغ.
وأعلن ليخاتشيف قائلا “لقد أثبت مفاعلات RITM-200 جدارتها في تشغيل كاسحات الجليد الجديدة النووية المتكاملة لدينا التي تجعل الملاحة على طريق البحر الشمالي أكثر كفاءة. سيتم تركيب نفس المفاعلات على الكاسحات الجليدية النووية التسلسلية الخامسة والسادسة. قرار بنائها تم بالفعل من قبل الحكومة الروسية”.
التدريبات
اختتمت في نوفمبر دورة تدريبية تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) حول سلامة المفاعلات النووية الصغيرة في فرع سان بطرسبورغ التابع للأكاديمية التقنية التابعة لروساتوم. استفاد من هذه الدورة محترفون من 13 دولة شريكة تعتزم الشروع في برامج طاقة نووية، حيث تعرفوا على تكنولوجيا المفاعلات النووية الصغيرة والإرشادات الخاصة بالسلامة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودرسوا كيفية تطبيق هذه الإرشادات على أنواع مختلفة من المفاعلات النووية الصغيرة.
تم تدريس الدورة من قبل خبراء من هيئة روستيكنادزور الروسية، ومصمم مفاعل RITM في شركة OKBM Afrikantov، وأكاديمية روساتوم التقنية. شارك الخبراء الروس خبرتهم في بناء وتشغيل المفاعلات النووية الصغيرة، وأجابوا على الأسئلة المتعلقة بالبنية التحتية النووية والتراخيص والسلامة النووية والإشعاعية.
وقام المشاركون في الدورة بجولات افتراضية في “أكاديميك لومونوسوف” وOKBM Afrikantov، بالإضافة إلى جولة حقيقية في مركز الطوارئ التابع لروساتوم. وتعرفوا على أنظمة الوقاية من حوادث الطاقة النووية وإدارتها، وتعرفوا على إمكانية التشغيل البيني لفرق الاستجابة للطوارئ.
تقييم التصميم
خضعت لتصاميم مفاعل RITM-200N ونواة AS-14-15 ومكوناتها لاختبار من قبل خبراء من AtomEnergoMash، التابعة لقسم الهندسة الكهربائية لروساتوم. وقد نجحت هذه التصاميم في الحصول على موافقة مجلس العلمي والتقني في روساتوم، حيث لاحظ المجلس أن التصاميم تم اختلاقها بدقة وتلبي متطلبات نطاق العمل المطلوبة. والآن، يتم العمل على تطوير التصاميم التفصيلية والوثائق التشغيلية ووثائق القبول لمعدات المفاعل.
