بذور التعاون
اشترك في النشرة الأخبارية
اشترك
#271نوفمبر 2023

بذور التعاون

العودة إلى المحتويات

شهد شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مشاركة روساتوم في حدثين رئيسين، أسبوع الطاقة الروسي (REW) في موسكو ومعرض الطاقة والبيئة البيلاروسي إنيرجي إكسبو EnergyExpo في مينسك. وأسفر الحدثان عن عدد من اتفاقيات التعاون التي تشمل الأطر العامة والترتيبات المحددة للمؤسسة النووية الروسية والشركات التابعة لها.

انضم مزيد من الدول إلى صفوف الدول النووية من خلال جهود روساتوم. وفي الوقت الحالي، انضمت بيلاروسيا وتركيا وبنغلاديش ومصر. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أسبوع الطاقة الروسي: “الضبعة هو مشروعنا النووي الرائد في القارة الأفريقية، لكن عملنا لا يقتصر على مجرد بناء المحطة. بالتعاون مع أصدقائنا في مصر، نقوم بإنشاء صناعة طاقة نووية كاملة في ذلك البلد من الصفر من خلال تدريب الموظفين وتوفير دعم الصيانة. وبعبارة أخرى، إننا نساعد مصر على الشروع في السير على طريق تنمية الطاقة السيادية. يعد هذا النهج الشامل والمنهجي أحد المزايا التنافسية الرئيسة لشركة روساتوم، فضلًا عن معاييرها العالية التقليدية لسلامة المفاعلات وموثوقيتها“.

في أسبوع الطاقة الروسي

تحدّث فيكتور كارانكيفيتش، وزير الطاقة في بيلاروسيا، في أسبوع الطاقة الروسي عن التحسينات الاقتصادية التي حققتها بيلاروسيا من خلال محطة الطاقة النووية، فقال: “لقد أعطت محطة الطاقة النووية في بيلاروسيا زخمًا قويًا لتطوير قطاعات جديدة واعدة – وهي صناعات تستهلك الطاقة بشكل كثيف، ولتشييد المباني السكنية والمنازل المزودة بالكهرباء المستخدمة للتدفئة وإمدادات المياه الساخنة. ويولى قطاع تطوير السيارات الكهربائية كثيرًا من الاهتمام. كما تعمل الدولة على توسيع البنية التحتية للشحن مع تزايد أعداد السيارات الكهربائية”. ووفرت محطة الطاقة النووية 5.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ومنعت انبعاث أكثر من 9 ملايين طن من الغازات الدفيئة. ومع إطلاق الوحدة الثانية في مايو/أيار، فإن مساهمة الطاقة النووية في مزيج الطاقة في بيلاروسيا سوف تقترب من 25% هذا العام ثم تنمو بعد ذلك إلى 40%.

كما صرّح وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار إنه من المقرر أن تقوم الوحدة الأولى من محطة آكويو للطاقة النووية بتوليد الطاقة لأول مرة في العام 2024. وستوفر محطة آكويو 10% من احتياجات الطاقة في تركيا، وبالتالي تمنع انبعاث 30-35 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

ميانمار شريك آخر لروساتوم. وقد صرّح وزير الطاقة الكهربائية في ميانمار، يو نيان تون، قائلًا: “من الضروري عرض الابتكارات لرفع مستوى التكنولوجيا. سيؤدي نشر الطاقة النووية إلى دفع تطوير التكنولوجيا وتحسين جودة المنتجات والخدمات والتعليم. إن ميانمار ستنشر التكنولوجيا النووية بمساعدة روسيا”.

وفي اليوم نفسه، وقّعت روساتوم ووزارة العلوم والتكنولوجيا في ميانمار مذكرة تفاهم بشأن تقييم البنية التحتية النووية في البلاد وتطويرها. وستقوم الأطراف بتحديد احتياجات ميانمار ووضع خطة عمل لبناء محطات صغيرة للطاقة النووية. كما تنص الوثيقة على التعاون في تدريب الموظفين وتحسين ثقافة السلامة في المنظمات المشاركة في نشر الطاقة النووية في ميانمار.

وإلى جانب ميانمار، وقّعت المؤسسة النووية الروسية اتفاقيات مع دولتين أفريقيتين. فقد وُقّعت مذكرة تفاهم بشأن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية مع وزارة المناجم والمحاجر والطاقة في بوركينا فاسو. وباعتبارها أول وثيقة ذات صلة بالطاقة النووية بين روسيا وبوركينا فاسو، فإنها تمهد الطريق للتعاون في عدد من المجالات، بما في ذلك أساليب التوليد النووي، والتطبيقات غير المتعلقة بالطاقة للتكنولوجيا النووية في الصناعة والزراعة والطب، وتطوير البنية التحتية النووية، ورفع مستوى الوعي العام.

كما وُقّعت مذكرة تفاهم بين روساتوم ووزارة الطاقة والمياه في مالي. وتشمل هذه المذكرة جوانب مثل البنية التحتية النووية، والوعي العام بالتكنولوجيا النووية، والبحوث الأساسية والتطبيقية، ومرافق البحوث النووية، وتطبيق النظائر المشعة، والسلامة والأمن النووي والإشعاعي، وتدريب الموظفين، والطاقة النووية.

في إنيرجي إكسبو

وُقّعت اتفاقيات أكثر تحديدًا مع شركات من بيلاروسيا، التي تتعاون منذ فترة طويلة مع روسيا في مجال التكنولوجيا النووية. ومن الأمثلة على ذلك خارطة الطريق الموقعة من قبل شركة تي- كوم T-com، وهي شركة مصنعة لمعدات الاتصالات وجزء من تفيل- قسم الوقود في شركة روساتوم، وشركة برومسفياز Promsvyaz، وهي جزء من وزارة الاتصالات والمعلوماتية البيلاروسية. وسيتعاون الطرفان في تطوير وتصنيع ونشر معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية في الشركات التابعة لشركة برومسفياز وتدريب موظفيها. وكما هو منصوص عليه في خريطة الطريق، فسوف يحددون ما يحتاجه السوق البيلاروسي، مع المعدات اللازمة المعتمدة والموردة. وتغطي خارطة الطريق الفترة من 2023 إلى 2024.

كما وقّعت شركة تفيل والمنظمة البيلاروسية لإدارة النفايات المشعة (BelRAO) اتفاقية تعاون طويلة الأمد لإنشاء وتطوير البنية التحتية للتخلص النهائي من النفايات المشعة في بيلاروسيا. وتنص الاتفاقية على تشغيل وصيانة المستودع القريب من السطح، وأنشطة المراقبة، وتدريب الموظفين.

Alparslan Bayraktar, Alexey Likhachev, Victor Karankevich, Myo Thein Kyaw , Pavan Kapoor, Mikhail Chudakov

كما وقعت روساتوم ووزارة الموارد الطبيعية وحماية البيئة في بيلاروسيا مذكرة تفاهم تدعو إلى التعاون في إدارة النفايات الخطرة وإعادة تدويرها والتخلص منها وإجراءات المراقبة البيئية وإدارة الأدوات القديمة.

التحديات المقبلة

أوضح رئيس روساتوم، أليكسي ليخاتشيف، الخطط الإستراتيجية للمؤسسة النووية الروسية، وذلك في حديثه خلال أسبوع الطاقة الروسي. وقد أشار ليخاتشيف إلى أن أحد أهم التحديات هو “إغلاق” دورة الوقود النووي لأن ذلك سيؤدي إلى إزالة القيود المتعلقة بالسلع الأساسية والبيئية التي تعيق تطوير صناعة الطاقة النووية العالمية. وتخطط روساتوم للبدء في توسيع نطاق تكنولوجيا دورة الوقود المغلقة في الفترة 2032-2034 من خلال بناء مجمعات مفاعلات سريعة وحرارية. وقد تظهر تكنولوجيا جديدة تمامًا لتوليد الطاقة النووية الحرارية بعد عام 2050. وقال أليكسي ليخاتشيف: “ما زلنا بعيدين عن تسويق هذا المفهوم، لكننا سنواصل العمل، وسنبذل مزيدًا من الجهد والمال في الفكرة“.