
مياه نقية وطازجة
العودة إلى المحتوياتأنتجت المنشأة الخاصة بتحلية المياه التي أنشأتها شركة روساتوم لحلول البنية التحتية في محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا، أول مليون متر مكعب من المياه النظيفة. تعكس هذه المنشأة قدرة المهندسين النوويين الروس على تطوير أنظمة تحلية مياه موثوقة.
لمحة تاريخية
بدأت شركة روساتوم استكشاف تقنيات التحلية بشكل جدي منذ عام 2015 خلال المفاوضات المتعلقة بمشروع محطة الضبعة النووية في مصر. وقد اتضح حينها أن التحلية يمكن أن تكون مجالًا تجاريًا واعدًا، إلا أنه كان من الضروري وجود منشأة مرجعية. تم اختيار نظام معالجة المياه الخاص بمحطة أكويو ليكون بمثابة هذه المنشأة المرجعية، وتولت روساتوم لحلول البنية التحتية مهمة المقاول الرئيسي، حيث تم تأمين أكبر قدر ممكن من المعدات محليًا في تركيا، باستثناء بعض المكونات مثل الأغشية، التي تُنتَج من قِبَل عدد محدود من الدول حول العالم. لا تزال المفاوضات مستمرة مع مصر بشأن إنشاء محطة تحلية لمشروع الضبعة.
كيفية عملها
تتكون منشأة التحلية المقدمة من روساتوم لحلول البنية التحتية لأكويو من وحدتين، كل منهما تنتج 1,000 متر مكعب من المياه يومياً لتلبية الاحتياجات العامة، بالإضافة إلى وحدة أخرى بسعة يومية تبلغ 2,800 متر مكعب من المياه التكميلية لدورات المفاعل. تعتمد عملية المعالجة على مياه البحر التي تحتوي على ما لا يقل عن 25 جرامًا من الأملاح لكل لتر. تستخدم وحدة المياه التكميلية البخار الناتج عن الدائرة الثانوية لوحدة المفاعل، والتي يتم توليدها عن طريق نقل الحرارة من دائرة المبرد الثانوية عبر نظام من الأنابيب والمحولات البخارية. والنتيجة هي مياه مقطرة فائقة النقاء، حيث تم تقليل محتوى الملح إلى 10 ملليغرامات فقط لكل لتر، مما يجعلها مثالية لعملية إزالة المعادن الإضافية وإنتاج المبرد الأساسي المستخدم في توليد الكهرباء.
يتم الحصول على المياه الصالحة للشرب بشكل منفصل باستخدام مبخرات كهربائية، حيث تمنع القوانين التركية الاستخدام المباشر للبخار الناتج عن المفاعل النووي في إنتاج المياه الصالحة للشرب. بعد عملية التحلية، تخضع مياه الشرب لعملية إعادة التمعدن عن طريق إضافة جرعات دقيقة من كربونات الكالسيوم والمغنيسيوم وفلوريد الصوديوم، إذ تدعم هذه المعادن الوظائف الحيوية لجسم الإنسان، بينما تعمل البيكربونات على تحسين الطعم.
وأوضح سيرغي بوتسكيخ، المدير التنفيذي لمحطة أكويو النووية: “إن دورة التحلية بأكملها آمنة بيئياً. سيتوافق الماء العائد إلى البحر بعد استخدامه مع المعايير التركية والدولية فيما يتعلق بدرجة الحرارة والتكوين الكيميائي”.
توفير المياه النظيفة
على الرغم من أن محطة أكويو لم تبدأ بعد في التشغيل، فإن منشأة التحلية تستمد الطاقة من الشبكة الكهربائية الخارجية. وعندما تبدأ المحطة في العمل، ستعتمد عملية التحلية على الكهرباء الناتجة عن الطاقة النووية. وأكدت كسينيا سوخوتينا، المدير التنفيذي لشركة روساتوم لحلول البنية التحتية، أن “الميزة الرئيسية لهذا النهج هي دمج موردين أساسيين – الماء والكهرباء – في كتلة غير مسبوقة تدعم التنمية المستدامة للمنطقة”.
الشركة جاهزة لتقديم تقنيتها في التحلية للعملاء الآخرين. ولغرض تحقيق ذلك، قام مهندسو الشركة بتطوير تصميم أساسي قادر على إنتاج 170,000 متر مكعب من المياه يوميًا. يتضمن التصميم نظامين متوازيين: أحدهما يستخدم التسخين بالبخار، والآخر يستخدم تقنية الأغشية والكهرباء. تعتبر طريقة الأغشية أقل تكلفة ولكنها أكثر حساسية لجودة المياه. وإذا فشل أحد النظامين، يستمر الآخر في العمل، مما يضمن موثوقية وكفاءة التكلفة بشكل عام. يشكل هذا النظام القياسي للتحلية جزءاً من عرض شامل تقدمه روساتوم للعملاء المستقبليين الذين يبنون محطات طاقة نووية كبيرة الحجم.